خسائر بالمليارات لشركة “فيسبوك”بعد تورطها مع شركة أمريكية لإستغلال بيانات المستخدمين
28 مارس، 2018 التعليقات على خسائر بالمليارات لشركة “فيسبوك”بعد تورطها مع شركة أمريكية لإستغلال بيانات المستخدمين مغلقة حنان ناصر تجارة واقتصاد![](https://www.alraafidmag.com/wp-content/uploads/2018/03/467495334-935x640.jpg)
انعكست أزمة شركة “كامبريدج أناليتكا”الإحصائية – المتهمة بإستغلال بيانات مستخدمي شبكة الفيسبوك لإنجاح الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي ترامب-على إيرادات شركة فيسبوك،حيث أشارت مصادر في سوق المال الأمريكي إلى أن شركة فيسبوك،خسرت58 مليار دولار من قيمتها السوقية في أسواق المال الأمريكية، بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي، وذلك بعد اعتراف مارك زوكربيرغ، مؤسس موقع التواصل الاجتماعي الشهير بارتكاب أخطاء أدت لاختراق بيانات المستخدمين.
وقدم زوكربيرغ في وقت سابق اعتذارا رسميا للمستخدمين، حول انتهاك خصوصياتهم وحصول شركة “كامبريدج أناليتكا”، على بيانات ومعلومات أكثر من 50 مليون مستخدم معظمهم من الأمريكيين لصالح حملة الرئيس دونالد ترامب الانتخابية في 2016.
ولكن هذا الاعتذار لم يقنع المستثمرون الذين يواصلون بيع أسهم فيسبوك،بعد فضيحة تسريب بيانات المستخدمين،وظهرت الكثير من التساؤلات حول مدى الأضرار التي قد تلحق بشبكة التواصل الاجتماعي بعد خسائر الشركة المالكة.
وأثرت الحملة ضد الموقع والتقارير والعناوين السلبية في وسائل الإعلام على مشاعر شركات الإعلانات، التي أبدت استياءها مما حدث وقالت “لقد طفح الكيل”.
وهبطت أسعار أسهم شركة فيسبوك بصورة هائلة لتتراجع من 176.80 دولارا، بداية الأسبوع يوم الاثنين، إلى 159.30 دولارا في نهاية الأسبوع مساء الجمعة.
وكانت شركة فيسبوك قد طرحت أسهمها للاكتتاب في أسواق المال الأمريكية لأول مرة في 2012، وبلغ سعر السهم وقتها 38 دولارا لتصل القيمة الإجمالية للشركة إلى ما يقرب من 104 مليارات دولار.
وشهدت قيمة الأسهم نموا كبيرا لتصل إلى 190 دولار للسهم في فبراير الماضي، وذلك بفضل تزايد أعداد المستخدمين والهيمنة على سوق الإعلان الإلكتروني مما أدى لزيادة العائدات.
وقال براين ويزر، كبير المحللين في مؤسسة بيفوتال ريسيرش للأبحاث، إنه لديه أحد أكثر التوقعات السلبية لموقف أسهم فيسبوك في بورصات وول ستريت.
وأضاف :”توقعت هبوط سعر السهم إلى 152 دولارا في 2018، وذلك قبل الأزمة الأخيرة المتعلقة بخرق البيانات”.
وأوضح أن تراجع الأسهم أظهر قلق المستخدمين من زيادة القيود المفروضة على الموقع وعزوف مستخدمين عن التعامل معه، “لكن يقل خطر مغادرة المعلنين لفيسبوك، هل لديهم مكانا أخر يمكنهم نشر إعلاناتهم فيه؟!”.
وفي السياق ذاته،وصف ليث خلاف، كبير المحللين في هارغريفس لاندزداون، ما حدث هذا الأسبوع بأنه “حلقة ضارة” في تاريخ فيسبوك،مضيفا “إن أحد أسرار النجاح هو ازدياد أعداد المستخدمين، وأن الموقع أصبح أكثر تكاملا بالنسبة لمستخدميه. لكن لسوء الحظ فإن نفس هذه الديناميكية سيكون لها تأثير عسكي إذا فقد الموقع عدد كبير من المستخدمين نتيجة للفضيحة الأخيرة”.
ومن جهة أخرى اتخذت العديد من شركات الدعاية والاعلان،عدة اجراءات لمواجهة هذه الازمة حيث علقت شركات عالمية مثل موزيلا وكوميرزبنك نشر إعلاناتها على موقع التواصل الاجتماعي،وقام مؤسس شركة”تسلا”للسيارات الكهربائية بغلق صفحاته التجارية في الفيسبوك.
وصرح ديفيد كيرشو، مدير شركة إعلانات إم اند سي سآتشي، إن الكشف عن جمع فيسبوك لمعلومات المستخدمين وأصدقائهم دون موافقة منهم، في 2014، تسبب في رد فعل عنيف بين المعلنين،ونوه كيرشو أن الزبائن وصلوا إلى النقطة “التي طفح فيها الكيل”.
وألغى رجل الأعمال إليون ماسك، يوم الجمعة، الصفحات الرسمية لشركاته تيسلا وسبيس إكس على منصة فيسبوك.
وعلق كيرشو على هذا بأن فيسبوك يعد وسيطا رائعا من وجهة نظر المعلنين بفضل دقة استهداف المستخدمين.وتابع :”لكنني أعتقد أن هذه الشركات الكبيرة متوترة جدا لتكون مرتبطة بوسيط تم اختراق بياناته خاصة في إطار عملية سياسية حرجة”.
وقال كيرشو لبي بي سي :”إن تهديد المعلنين بسحب الإعلانات وبالتالي تأثر العائدات سيكون المحرك الرئيسي لفيسبوك لتغيير سياسة حماية البيانات، ولن يكون هناك تأثير كبير لتهديدات المستخدمين وحملتهم ضد الشركة من خلال هاشتاغ على تويتر”.
من جانبه ،حاول مؤسس فيسبوك طمأنة المستخدمين، وقال:”لقد أخذنا بالفعل قبل سنوات أهم الإجراءات لمنع حدوث ذلك من جديد اليوم”.
ومع ذلك ، قالت إيلين بوربيدج، من شركة باشون كابيتال، وتعمل أيضًا في المجموعة الاستشارية الاقتصادية لرئيسة الوزراء البريطانية، إن تطمينات الفيسبوك للمستخدمين والعملاء استغرقت وقتًا طويلاً جدًا.
وعلقت الكاتبة المتخصصة في التكنولوجيا بيف بيفان، إن أحداث الأسبوع أيقظت مستخدمي فيسبوك على حقيقة أن ألعاب ومسابقات وتطبيقات الموقع، يمكن أن تجمع بياناتهم من أجل نوايا أكثر جدية، وليس بغرض الترفيه فقط،وتابعت قائلة”هذا الأسبوع يبدو لي وكأنه لحظة تبصير حقيقية أدرك فيها الناس أن النقر على زر”أعجبني”على فيسبوك، تقدم البيانات لأطراف أخرى”.
وقد ردت مفوضة الاتحاد الأوروبي للعدالة والمستهلكين والمساواة بين الجنسين فيرا جورووفا، بأن مزاعم كامبريدج أناليتيكا كانت “دعوة كبيرة للاستيقاظ” لمستخدمي فيسبوك حول الطلب على بياناتهم.
وعلقت قائلة لقد أطلقوا “النمر من القفص”.
الوسوم:بيانات, تسريب, شركة, فيسبوك
التعليقات مغلقة