الصين:القرارات الاقتصادية الأخيرة لترامب قد تؤدي لحرب تجارية دولية
11 مارس، 2018 التعليقات على الصين:القرارات الاقتصادية الأخيرة لترامب قد تؤدي لحرب تجارية دولية مغلقة حنان ناصر تجارة واقتصادصرح وزير التجارة الصيني تشونغ شان ،أن الصين ستواصل المحادثات مع الولايات المتحدة لتجنب حرب تجارية “كارثية” للعالم، مشددا على ان الصين “ستدافع عن مصالحها بحزم”.
وفي استعراض لأهم ما جاء على لسان وزير التجارة الصيني للصحافيين ،فقد تحدث قائلا:”أستطيع أن اقول لكم إننا سنواصل مناقشاتنا حول هذه الموضوعات، وقنوات الاتصال لم تقطع (…) لأن لا أحد يريد حربًا تجارية”.
و تأتي تصريحات وزيرة التجارة الصيني بعد فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسومًا على واردات الولايات المتحدة من الفولاذ والألمنيوم القادمة من الصين.
وتجدر الإشارة هنا،إلى أن الصين تعد الدولة الأولى المنتجة لهاتين المادتين في العالم، وتؤمّن جزءًا صغيرًا من مجمل الواردات الأميركية في هذا القطاع (2.7 بالمئة من الفولاذ، و9.7 بالمئة من الالمنيوم)، لكنها تواجه انتقادات بسبب إنتاجها المفرط المدعوم ماليًا من الدولة إلى حد كبير.
وتحدث تشونغ على هامش الدورة السنوية العامة للبرلمان الصيني إنه “في هذا النوع من المفاوضات لا يمكن لطرف أن يتحرك بمفرده”. وتخشى الصين التي تواجه تحقيقات وإجراءات عديدة اتخذتها الولايات المتحدة لمكافحة الإغراق، تصعيدًا يمكن أن يزعزع الاقتصاد الهش أصلًا للعالم. وقال تشونغ إن “حربًا تجارية لن يكون فيها منتصر، ولا يمكن أن تكون إلا كارثية للصين والولايات المتحدة وسائر العالم”. مؤكدا إن “الصين لا تريد حربًا تجارية، ولا تريد إطلاق” حرب من هذا النوع.
لكن بكين المستعدة للتفاوض، تلوّح أيضًا بإجراءات انتقامية،حيث اضاف تشونغ: “نحن قادرون على مقاومة أي تحدّ، وعلى الدفاع بثبات عن مصالح البلاد والشعب”. لكنه لم يوضح أنواع السلع الأميركية التي قد تنوي الصين اتخاذ إجراءات ضدها.
وعلى الرغم من تحذيرات شركاء الولايات المتحدة، وقع ترمب قرار فرض رسوم بنسبة 25 بالمئة على واردات الفولاذ ، و10 بالمئة على واردات الألمنيوم. ويفترض أن تدخل هذه الإجراءات حيز التنفيذ خلال 15 يومًا، لكنه تبنى موقفًا أكثر ليونة نسبيًا حيال الصين، وتحدث عن مفاوضات جديدة لخفض العجز التجاري لواشنطن.
وقد بلغ هذا العجز 275.8 مليار دولار في 2017، وهو مستوى قياسيًا حسب الجمارك الصينية، لكن 375.2 مليار دولار بحسب واشنطن. وأشار تشونغ الأحد إلى هذا الفارق في التقديرات. وقال إن الإحصاءات الأميركية “تضخم” الحجم الحقيقي للعجز.
وقال إن الخلل في المبادلات عبر المحيط الهادئ “بنيوي”، مذكرًا بأن الولايات المتحدة تصدر خدمات أكثر من السلع، مشيرًا إلى أن القيود التي تفرضها واشنطن على تصدير المنتجات التقنية التي تعتبر حساسة تساهم في زيادة العجز. مضيفا إن الصين من جهتها “لا تكفّ عن الانفتاح” على الشركات الأجنبية، لكن واشنطن والاتحاد الأوروبي يدينان باستمرار السياسة الحمائية للصين والقيود التي تفرضها على الشركات الأجنبية.
ومن جهة أخرى،جدد ترامب مطالبته الاتحاد الأوروبي بإزالة الرسوم الجمركية التي يفرضها على المنتجات الأميركية من أجل إعفاء حلفائه من الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم.
وأعلنت المفوضة الأوروبية لشؤون التجارة سيسيليا مالمستروم أن الولايات المتحدة لم تقدم السبت إيضاحات كافية حول كيفية إعفاء أوروبا واليابان من رسوم مثيرة للجدل، فرضتها واشنطن على وارداتها من الفولاذ والألمنيوم، مشيرة إلى أن المحادثات ستستأنف في الأسبوع المقبل.
ورد ترامب على موقف الاتحاد الأوروبي بتغريدة على حسابه على موقع “تويتر” وعبر قائلا: “الاتحاد الأوروبي بلدان رائعة، تتعامل بشكل سيء جدًا مع الولايات المتحدة في التجارة، وتتذمر من الرسوم المفروضة على الفولاذ والألمنيوم”. مضيفا أنه “إذا ما تخلوا عن عوائقهم الرهيبة والرسوم الجمركية على المنتجات الأميركية سنتخلى عن رسومنا. وإلا فسنفرض ضرائب على السيارات، إلخ”.
وأورد بيان للاتحاد الأوروبي عقب المحادثات أن الاتحاد الأوروبي واليابان “كشريكين عريقين للولايات المتحدة أكدا أمام السفير لايتهايزر أنهما يتوقعان إعفاء صادراتهما إلى الولايات المتحدة من زيادة الرسوم”. ولكن، وبعد محادثات ثنائية مع لايتهايزر، أعلنت مالمستروم على تويتر: “لم يتم تقديم توضيح فوري بشأن إجراء أميركي محدد للإعفاء، لذا فإن المحادثات ستستأنف في الأ سبوع المقبل”.
وتتضمن قائمة الاتحاد الأوروبي للرد على قرار ترمب، إضافة إلى الكثير من منتجات الصلب الأميركية، فرض رسوم على منتجات أخرى، كزبدة الفستق وسراويل الجينز وويسكي بورون.
واتهمت ألمانيا، إحدى أكبر الدول المصدرة في العالم-والتي يشير إليها ترمب مباشرة بأصابع الاتهام-الولايات المتحدة بممارسة الحمائية، معتبرة الرسوم بمثابة “استهتار بالشركاء المقربين”. وحذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنه “ما من أحد سيخرج فائزًا من هذا السباق نحو الهاوية”.
من جانبه قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ،إن ترمب يخاطر باستدراج “حرب تجارية” مدمرة للطرفين.
وكان ترمب في وقت سابق، أعلن أنه سيتم إعفاء كندا والمكسيك من الرسوم التي ستدخل حيز التنفيذ بعد 15 يومًا، قبل أن يضيف أستراليا إلى قائمة الدول المرجح أن يتم إعفاؤها من الرسوم.
وفي تصريح زاد الأمور تعقيدًا، قال ترمب إن إعفاء أستراليا مرتبط بـ”اتفاق أمني” خارج إطار السياسة التجارية.
سلط تصريح ترمب هذا الأضواء مجددًا على انتقاداته لألمانيا، أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، التي يتهمها الرئيس الأميركي بالمساهمة بنسبة أقل بكثير من الولايات المتحدة في تمويل حلف شمال الأطلسي.
يصدّر الاتحاد الأوروبي سنويًا إلى الولايات المتحدة ما قيمته نحو خمسة مليارات يورو من الصلب، ومليار يورو من الألمنيوم، وبحسب تقديرات المفوضية الأوروبية فإن الرسوم التي فرضها ترمب قد تكلف التكتل نحو 2.8 مليارات يورو. ويخطط الاتحاد الأوروبي لتطبيق تدابير تهدف إلى حماية قطاعه الصناعي، عبر حظر تصدير الصلب والألمنيوم، للحؤول دون تدفق الإنتاج الأجنبي على الأسواق الأوروبية، وهو إجراء تسمح به قوانين منظمة التجارة العالمية.
الوسوم:الأمريكية, الرسوم, الصين, فرض
التعليقات مغلقة