تحت رعاية مركز الاشعاع الفكري للدراسات والبحوث
تنويه: جميع المقالات المنشورة على الموقع تعبر عن وجهات نظر كتابها ، دون أدنى مسئولية على إدارة المجلةاعداد :أ .هاني جودة مقدمة بدأت التوترات بين الحركات الصهيونية والسكان العرب في فلسطين بالظهور بعد 1880، عندما ازدادت هجرة اليهود الأوروبيين إلى فلسطين. أدت الهجرة إلى زيادة الجاليات اليهودية في فلسطين، التي كانت جزءًا من الإمبراطورية العثمانية، قاموا حينها بالاستحواذ على أراضٍ من أصحاب الأراضي العرب والعثمانيين المعروفين حينها باسم الأفنديين، وقاموا بنشاء مستوطنات زراعية يهودية , باتت أطماع الحركة الصهيونية اكثر وضوحا عندما حددت أرض فلسطين نقطة انطلاق لأطماعها في المشرق العربي منذ مؤتمر بازل بسويسرا عام 1897 وتحققت أولى نجاحات تلك الأطماع بصدور وعد بلفور 2نوفمبر1917 حيث اصدرت الحكومة البريطانية وعدا للحركة الصهيونية بمنح أرض فلسطين لليهود , ولكن الحركة الصهيونية كان لها رأي آخر يزعم أن حدود الدولة اليهودية تمتد من نهر النيل فى مصر إلى نهر الفرات فى سوريا والعراق، سوف نجده مدوناً على مدخل الكنيست: « ولما تجلى الرب على إبراهام، منحه الأرض المقدسة من النيل إلى الفرات » ، سوف نجده متداولاً في المناهج الدراسية: « فى ذلك اليوم عقد الله ميثاقاً مع أبرام قائلاً: سأعطى نسلك هذه الأرض، من وادى العريش إلى النهر الكبير، نهر الفرات، أرض القينيين، والقنزيين، والقدمونيين، والحيثيين، والفرزيين، والرفائيين، والأموريين، والكنعانيين، والجرجاشيين، واليبوسيين » هذا المخطط وضحت معالمه مبكراً، منذ تحدث عن المشروع اليهودي ، مؤسس الصهيونية العالمية، «تيودور هيرتزل»، عام 1904، وأعلن صراحةً أن حدود دولة إسرائيل تمتد من «نهر مصر إلى الفرات»، وهو ما ردده صراحةً أيضا الحاخام فيشمان عام 1947، فى شهادته للجنة التحقيق الخاصة للأمم المتحدة، و تداول حاخامات اليهود ونشطاء الصهيونية خريطة، وصفوها بـ«مملكة إسرائيل الكبرى»، «مملكة داوود»، وتضم الخريطة مصر وفلسطين والأردن وسوريا ولبنان وشمال السعودية كاملا وأجزاء كبيرة من الكويت والعراق . وما يؤكد بقاء هذه الأفكار التوسعية لديهم هو أن اسرائيل وحتى يومنا هذا دولة ليس لها حدود مدونة بالأمم المتحدة ولا بأي وثيقة سلام او وثيقة او معاهدة أممية نلقي الضوء من خلال هذه الدراسة على نصوص اتفاقيات السلام الموقعة بين العرب واسرائيل منذ اول اتفاق سلام عربي اسرائيلي كان موقعاً من مصر بعد حرب “رمضان أكتوبر1973 ” تلقي الدراسة الضوء على اهم نصوص الاتفاقيات الموقعة من قبل العرب مع الاحتلال الاسرائيلي منذ العام1978 وحتى 2020ومدى ارتباطاتها مع القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة والقانون الدولي وانعكاس عملية التطبيع التي جرت خصوصا في عهد دونالد ترامب على مسار القضية الفلسطينية . قرارمجلس الأمن الدولي رقم 242، لعام 1967 أجيز القرار رقم 242 في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1967 ويجسد المبدأ الذي ألهم معظم خطط السلام اللاحقة الأرض مقابل السلام ودعا القرار إلى “انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في النزاع الأخير” و “احترام سيادة أي دولة في المنطقة والاعتراف بها وسلامة أراضيها واستقلالها السياسي وحقها في العيش بسلام في ظل حدود آمنة ومعترف بها بعيدا عن أي تهديدات أو تصرفات باستخدام القوة ” والمعروف أن القرار تعوزه الدقة والوضوح إذ تنص صياغة النسخة الإنجليزية على “انسحاب من أراض”، ما جعل الإسرائيليين يقولون إن ذلك يعني عدم الانسحاب من جميع الأراضي لكن المفاوضين العرب يقولون إن الانسحاب ينبغي أن يشمل جميع الأراضي التي احتلت عام 67 وصيغ القرار تحت الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة، ما يعني أنه يندرج في إطار التوصيات وليس بموجب الفصل السابع من الميثاق والذي يعني أن القرار بمنزلة أمر يجب تنفيذه. وتشير العديد من خطط السلام إلى القرار رقم 242. و يدعو القرار رقم 338 الذي يرتبط في العادة بالقرار السابق إلى وقف إطلاق النار في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 ويحض على تطبيق القرار رقم 242 “بجميع حذافيره.” مصرواسرائيل اول تجربة سلام رسمي تعتبر معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل التي وقعت عام 1979 أول خرق للموقف العربي الرافض للتعامل مع دولة إسرائيل، والتي تعهد بموجبها الطرفان الموقعان بإنهاء حالة الحرب وإقامة علاقات ودية بينهما تمهيدا لتسوية، كما انسحبت إسرائيل من سيناء التي احتلتها عام وفيما يلي نص المعاهدة: “إن حكومتي جمهورية مصر العربية ودولة إسرائيل، اقتناعا منهما بالضرورة الماسة لإقامة سلام عادل وشامل ودائم في الشرق الأوسط وفقا لقراري مجلس الأمن 242 و338، إذ تؤكدان من جديد التزامهما “بإطار السلام في الشرق الأوسط المتفق عليه في كامب ديفد” المؤرخ يوم 17 سبتمبر/أيلول 1978، وإذ تلاحظان أن الإطار المشار إليه إنما قصد به أن يكون أساسا للسلام ليس بين مصر وإسرائيل فحسب، بل أيضا بين إسرائيل وأي من جيرانها العرب -كل في ما يخصه- ممن يكون على استعداد للتفاوض من أجل السلام معها على هذا الأساس. ورغبة منهما في إنهاء حالة الحرب بينهما وإقامة سلام تستطيع فيه كل دولة في المنطقة أن تعيش في أمن، واقتناعا منهما بأن عقد معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل يعتبر خطوة هامة في طريق السلام الشامل في المنطقة والتوصل إلى تسوية للنزاع العربي الإسرائيلي بكافة نواحيه. وإذ تدعوان الأطراف العربية الأخرى في النزاع إلى الاشتراك في عملية السلام مع إسرائيل على أساس مبادئ إطار السلام المشار إليها آنفا واسترشادا بها، وإذ ترغبان أيضا في إنماء العلاقات الودية والتعاون بينهما وفقا لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي التي تحكم العلاقات الدولية في وقت السلم.. قد اتفقتا على الأحكام التالية بمقتضى ممارستهما الحرة لسيادتهما من تنفيذ الإطار الخاص بعقد معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل: المادة الأولى: 1- تنتهي حالة الحرب بين الطرفين …