طموح الأبناء وتعنت الآباء…مشكلة أسرية في مجتمعاتنا
2 مارس، 2018 التعليقات على طموح الأبناء وتعنت الآباء…مشكلة أسرية في مجتمعاتنا مغلقة حنان ناصر الرافد الاسرييطمح أغلب الآباء في العادة إلى أن يوفروا لأبنائهم سبل النجاح في الحياة، والنجاح من وجهة نظرهم هو أقصر طريق لبلوغ السعادة والرضا في حياتهم المستقبلية، ولهذا فهم يبذلون في سبيل ذلك كل جهد ممكن لتذليل المصاعب التي قد تعترض طريق الأبناء.
ولكن كثيرا ما نلاحظ ان أن طموح الأهل قد يأخذهم بعيدا في اتجاه الدفع بأبنائهم إلى طريق ليس من اختيارهم، ولا يتناسب وإمكاناتهم أو لا يتفق مع ميولهم الشخصية، الأمر الذي يؤدي بكلا الطرفين في النهاية، الآباء والأبناء معا، إلى طريق هو أبعد ما يكون عن طريق السعادة المنشودة.
وفي هذا السياق،يرى الدكتور ستيفن جوزيف،أستاذ علم النفس في جامعة نوتنغهام في بريطانيا، أن الأهل يبررون تدخلهم المستمر في خيارات أبنائهم، بأن(أبنائهم) لا يعرفون ما يريدون ولا يمكنهم تحديد المسارات الصحيحة لتحقيق خطوات في طريق النجاح، لهذا ينبغي أن يجدوا من يأخذ بأيديهم ويدلهم على الطريق الصحيحة.
وهذا هو الخطأ الشائع الذي يرتكبه أغلب أولياء الأمور، فهم لا يفسحون المجال لأبنائهم للمحاولة والتجريب وكيفية أن يكونوا أنفسهم وليس ما يتوقعه منهم الآخرون، وقد لا يدرك البالغون بأن الطفل والمراهق الذي ما زال يتلمس خطواته الأولى في التحصيل الأكاديمي، بإمكانه أن يعي نقاط قوته وضعفه، اتجاهاته، رغباته ومستوى قدراته، ومن هنا يأتي دور الأهل في التوجيه والمؤازرة، ورعاية مواهبه وتشجيعه على استغلال إمكاناته في اتجاهها الصحيح، ومن ثم تقديم الدعم والمساندة في الوقت المناسب.
ويؤكد المتخصصون في علم التربية، أن تشجيع الطفل على تقديم ما هو أفضل، لا يعني أننا نهمل إرادته وقدرته على تطوير إمكاناته، فاعتمادنا على قدرات الطفل التي يمتلكها في طريقة حكمنا على إنجازاته، يعني أننا نضيق الحلقة عليه ونضع طموحه ضمن إطار محدد وهو الإطار الذي تقرره قدراته وقابلياته التي ولدت معه، وليس مجهوده ورغبته في تطوير نفسه.
وتجدر الإشارة هنا،أن الآباء في مجتمعاتنا العربية في الغالب،يرغبون دائما أن يسير أبناؤهم على ذات الدرب الذي ساروا فيه،لاعتقادهم الأكيد أنّها الموصلة للمجد والمستقبل المشرق لهم، غافلين أو متغافلين أنّ البيئة التي صنعتهم غير التي يُصنع فيها أبناؤهم اليوم، وأنّ الظروف التي أُتيحت لهم غير التي تُتاح اليوم لأبنائهم، وأنّ أدوات عصرهم تختلف اختلافاً جوهرياً عن تلك التي في أيدي أبنائهم، وهنا يحدث الاختلاف والتنافر بينهم، فلا الآباء يثقون في اختيارات أبنائهم المستقبلية، ولا الأبناء يرون في اختيارات آبائهم لهم ما يرضيهم، ويروق لهم، ويشبع حاجاتهم وتطلعاتهم، للمستقبل الذي يطمحون إليه.
خلاصة الأمر أنّ مستقبل الأبناء هو مسألة مشتركة بينهم وبين آبائهم، ويمكن بقليل من الجهد والتفاهم والنقاش الهادئ، يمكن الخروج بنتائج طيبة ومحفّزة للأبناء، لسلوك مسلك طيب يحققون به ذواتهم وشخصياتهم، دون إهمال لمخاوف الآباء المشروعة على أبنائهم من المستقبل الذي لن يكون مشرقاً إن لم يتم التخطيط له بطريقة سليمة.
الوسوم:الأبناء, التربية, النقاش, طموح
التعليقات مغلقة