تربية الحيوانات وتأثيرها على الصحة النفسية

28 فبراير، 2018 التعليقات على تربية الحيوانات وتأثيرها على الصحة النفسية مغلقة الرافد الصحي

أظهرت دراسة حديثة نشرتها مجلة التايم الأمريكية،وجود علاقة بين تربية الحيوانات وزيادة الصحة النفسية للأشخاص المحبين لهذه الهواية،حيث جاء في دراسة للباحثة في الصحة النفسية في جامعة مانشستر في بريطانيا”هيلين بروكس”، أنها توصلت إلى أن هناك علاقة عاطفية قوية تجمع الإنسان بالحيوانات الأليفة ،وتساعد مرضى الفصام أو الإضطراب الثنائي القطب في السيطرة على حالتهم النفسية والشفاء منها.

وفي هذا السياق ،جاء في العديد من الدراسات أن طريقة العلاج بالحيوانات الأليفة ثبتت فعاليتها في العديد من المرات،وذلك لأن الحيوانات كثيرا ما تساعد في تهدئة التوتر والخوف والقلق عند الأطفال الصغار وكبار السن.

وقد علق كثير من الأطباء النفسيين على فعالية هذه الطريقة،حيث أنهم وجدوا أنها تقلل من تنامي المشاعر السلبية،وأن الأشخاص الذين يهوون تربية الحيوانات تنخفض لديهم احتمالات التعرض لنوبات الإكتئاب، فتواجد الحيوانات الأليفة بالمنزل قد يساهم في تحسين الحالة المزاجية، فالحيوانات أصدقاء أوفياء لمن يعتني بهم، وتواجدهم بمحيطه يجنبه الشعور بالوحدة، لذلك ليس غريبا أن تكون تربية الحيوانات من الهوايات المفضلة لكبار السن، فهي خير سلاح لمحاربة الوحدة وقتل الفراغ والملل.

كما أن لتربية الحيوانات تأثير ايجابي مباشر على صحة الإنسان، فقد أثبتت أكثر من دراسة علمية تناولت هذا الموضوع، أن تربية الحيوانات تساهم في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم، وقد أرجع العلماء ذلك إلى أن تربية الحيوانات تقي من المشاكل المرتبطة بالإجهاد،فتربية الحيوانات الأليفة بالمنزل، وقضاء بعض الوقت في مداعبتها واللعب معها، يحفز جسم الإنسان لإفراز هرمون السروتونين والدوبامين، واللذان يحققا الاسترخاء للجسم ويدخلا شعور السعادة على النفس، وذلك يُخلص الإنسان من المشاعر السلبية ويُصرف عنه الضغوط العصبية، ومن ثم يساهم في خفض نسبة الكوليسترول ومعدل ضغط الدم.

كما تؤثر تربية الحيوانات في تقويم سلوك الأطفال أحيانا، وقد وجد فريقي بحثي ألماني أن تربية الحيوانات تدعم الجانب العاطفي لدى الطفل، حيث أنها تحقق له السعادة وتنمي لديه ما يعرف بالذكاء الوجداني “Emotional Intelligence”، بل أنها تعد إحدى وسائل العلاج النفسي للطفل المصاب بالاكتئاب، خاصة إذا كان مصابه ذلك ناتج عن صدمة عاطفية حادة، مثل وقوع الطلاق بين الأبوين أو وفاة أحدهما، أو الانتقال المفاجيء إلى بيئة أخرى غير مألوفة بالنسبة له.

أخيرا يمكننا القول،رغم وجود نظرة سلبية في مجتمعنا لمن يقومون بتربية الحيوانات،لكن لا يمكن تجاهل أن تربية الحيوانات تضفي على المنزل شيء من البهجة، فلا شيء أفضل من رؤية منظر طيور الكناري في كل صباح، أو مشاهدة ألوان أسماك الزينة البديعة، والأمر نفسه ينطبق على تربية الحيوانات الأليفة الأخرى ،فتواجد حيوان اليف في المنزل  سيخلق حالة من البهجة والسعادة،خاصة لأولئك الذين أجبرتهم الظروف على العيش بمفردهم خصوصا كبار السن، حيث يؤكد أطباء النفس أن مداعبة الحيوانات الأليفة يعدل الحالة المزاجية، كما أنها تعد من الوسائل الفعالة في محاربة الضغوط النفسية والعصبية، فبعد قضاء يوم شاق مليء بالأعمال والأنشطة، لا شيء أفضل للإنسان من الاسترخاء واللعب مع الحيوان المفضل لديه.

 

 

 


الوسوم:, , ,

" حنان ناصر "

عدد المواضيع: 249 , الملف الشخصي:

محرره صحفية في مجلة الرافد الفكري