السمنة..مسبباتها وانعكاساتها على الصحة وطرق الوقاية

2 مارس، 2018 التعليقات على السمنة..مسبباتها وانعكاساتها على الصحة وطرق الوقاية مغلقة الرافد الصحي

تعد البدانة من المشكلات الصحية التي باتت تؤرق الكثير من سكان المعمورة،حيث يمكن اعتبار السمنة إحدى الأمراض المتفشية في أغلب دول العالم،خاصة بعد  انتشار التكنولوجيا واعتماد الإنسان عليها في مختلف المجالات،مما قلل من فرصة النشاط الحركي للعديد ممن يستخدمون بشكل مبالغ فيه أجهزة التكنولوجيا الحديثة سواء الحواسيب أو الهواتف الذكية، بالإضافة إلى سوء الأنظمة الغذائية وارتفاع معدلات استهلاك الأطعمة مرتفعة السعرات الحرارية مثل المشروبات الغازية والوجبات السريعة وغيرها.

وأحيانا يكون للهرمونات دور في زيادة الوزن ،حيث أكد علماء الصحة أن عدد كبير من حالات زيادة الوزن لدى الرجال والنساء على السواء،تكون ناتجة في الأصل عن معاناتهم من الاضطرابات الهرمونية، حيث لاحظ العلماء أن حوالي 10% من النساء حول العالم،تزداد أوزانهن بعد انقطاع الدورة الشهرية عنهن، بسبب حدوث تغيرات في نسب الهرمونات بالإضافة إلى احتمال إصابتهم بمتلازمة تكيس المبايض،أما بالنسبة للرجال فقد لوحظ أن عدد كبير من حالات زيادة الوزن غير المبررة لدى الذكور،كانت راجعة إلى زيادة ملحوظة في مستويات هرمونات الذكورة.

وتجدر الإشارة هنا،أن وجود خلل في نشاط الغدة الدرقية في الجسم،قد يكون عاملا مهما في زيادة الوزن بشكل ملحوظ،حيث أن تلك الحالة تؤدي بشكل غير مباشر إلى تراكم الدهون في الجسم بشكل ملحوظ ومن ثم زيادة كتلته، حيث أن الغدة الدرقية هي العضو الأول المسؤول عن تنظيم معدلات استهلاك الطاقة المختزنة في الجسم، ومن ثم إذا كانت تلك الغدة خاملة فإن ذلك يقلل من معدلات حرق الدهون .

وجاء في أحد الدراسات العلمية، أن الحالة النفسية للشخص قد تكون سبباً في زيادة الوزن ، حيث أن جسم الإنسان حين يتعرض لأي ضغوط،كالمشاكل الأسرية أو ضغوط نفسية أو حتى إجهاد العمل المعتاد يقوم بإفراز هرمون الكورتيزول، وذلك الهرمون يزيد من معدلات تراكم الدهون الثلاثية التي يتم تحويلها إلى خلايا دهنية مختزنة داخل الجسم وخاصة في منطقة البطن.

وأكد الأطباء أن شراهة الطعام تزداد لدى بعض الأشخاص عند مرورهم بحالة من حالات الاكتئاب، حيث يعد استهلاك الأطعمة الزائدة عن الحاجة بمثابة وسيلة لتفريغ الطاقة المكبوتة، مما يؤدي بالضرورة إلى زيادة ملحوظة في وزن الجسم، وللاسف بعض العقاقير والأدوية المستخدمة في علاج الاكتئاب من آثارها الجانبية مساهمتها في زيادة الشهية إلى الطعام وفي ذات الوقت تقلل من معدلات عملية الأيض مما يقود بالضرورة إلى رفع معدلات ترسب الدهون بالجسم.

ومن بين الأسباب الأخرى لزيادة الوزن،يمكن القول أنه تطرأ الكثير من التغيرات على مظهر جسم الإنسان مع تقدم العمر ، وتعد زيادة الوزن وانتشار الترهلات في الجسم أيضاً أحد التغيرات التي لها دور كبير في ظهور السمنة عند البعض في تلك المرحلة العمرية، وفي تلك الحالة تكون زيادة وزن الجسم ناتجة عن سبب طبيعي وهو انخفاض معدلات عملية الأيض أو التمثيل الغذائي، مما يؤدي إلى اختزان النسبة الأكبر من الدهون داخل الجسم.

بالإضافة إلى ذلك،هناك عامل آخر يؤدي إلى زيادة الوزن مع تقدم العمر، ويجعل عملية التخلص من الكرش والوزن الزائد بشكل عام أكثر صعوبة، وهو أن جسم الإنسان كلما تقدم في العمر فقد كم أكبر من الكتلة العضلية، ويقدر العلماء معدلات انخفاض الكتلة العضلية بنسبة 1% ابتداء من عمر الثلاثين،وتزداد وتيرة فقدان العضلات مع بلوغ الشخص سن الأربعين، وهو ما يؤدي في الغالب إلى حدوث زيادة ملحوظة في وزن الجسم حتى في حالة اتباع الشخص نظام غذائي صحي.

السمنة من المواضيع التي حظيت بإهتمام الكثير من علماء الصحة،بإعتبارها أنها قد تؤدي إلى العديد من الأمراض الخطيرة على حياة الإنسان وتؤثر سلبا على نشاطه اليومي،ومن أهم هذه الأمراض ،مرض السكري أو كما يطلق عليه البعض مرض العصر لإنتشاره بشكل كبير في المجتمع ،و مرض السكري هو اضطراب التمثيل الغذائي في الجسم،حيث يكون الجسم غير قادر على إنتاج الأنسولين الكافي لتنظيم مستويات الجلوكوز في الدم، أو الأنسولين المنتج غير قادر على العمل بشكل فعال.

كما يتأثر ارتفاع الكولسترول بالدم بزيادة الوزن بشكل مباشر،حيث توصل العلماء أن   الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن هم أكثر عرضة لارتفاع الكوليسترول في الدم، وهو ارتفاع في مستويات البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (LDL)،والدهون الثلاثية،ومستوى البروتينات الدهنية عالية الكثافة HDL ،وهذه المستويات غير طبيعية من هذه الدهون في الدم تعد عامل خطر للإصابة بأمراض القلب التاجية.

كما تعد  السمنة هي واحدة من العوامل التي تساهم في هشاشة العظام، وهي مشكلة مشتركة في الركبتين والوركين وأسفل الظهر،فزيادة وزن الجسم يضع المزيد من الضغط على المفاصل .

 

طرق الوقاية من السمنة:

هناك عدة طرق يمكن أن  تساهم في الوقاية من مخاطر زيادة الوزن أهمها :

*نظام غذائي متزن أي أن نأكل بالتوازن بعيداً عن الشراهة والأكل العشوائي .

*التوقف عن الطعام الليلي والذي يعد من  أكثر المسببات للإصابة بالوزن الزائد ، ومن الممكن التدرج في هذا الأمر فيصبح بالنسبة إلينا عادة من عادات الطعام التي لا يمكن التخلي عنها، ومن هنا لا بد من التوصل إلى طريقة حقيقية للإقلاع عما يسمى بالطعام الليلي المشبع بالمواد الغذائية التي تتراكم في الجسم على هيئة دهون ومواد أخرى مضرة بصحة الإنسان، وقد تؤدي الزيادة فيها إلى الوفاة على الفور.

*الابتعاد عن النشويات والدهون وهذه من أكثر الأمور والأطعمة المضرة بالإنسان، وتكاد تعتبر عدو الإنسان اللدود، الذي يتربص به من أجل إكسابه الوزن الزائد، وفي ذلك فإن هذا الأمر يجب أن يجري بالكيفية التي تناسبنا، فلا ننقطع عنها مرة واحدة، لأننا سنجد أنفسنا نعود إليها من جديد، ولكن بشكل متدرج بما يحقق لنا الفرصة الحقيقية للانقطاع المستمر عنها، والاستمرار على ذلك بدون أن يكون هناك أي مضاعفات قد تصيب الجسم بالمرض أو أي خلل آخر،وعليه يكون من الضروري التوقف عن هذه الأطعمة خاصة في فترة الليل، لأنها من أخطر الأوقات لتناول الطعام خاصة المشبع بالدهون.

*الاكثار من تناول الفاكهة والخضروات فتناول الأطعمة الطبيعية التي لا دخل للإنسان في تكوينها تعمل بشكلٍ أساسي على تحسين الصحة الإنسانية بشكلٍ كامل، كما أنها تساعد في الحد من الشراهة والتقليل من حاجة الجسم للطعام؛ لأنها تحتوي على كمية كبيرة من الماء.

*عصير الخضار الورقية كالجرجير أو السبانخ ،حيث يؤخذ منها كوب كبير بشكل يومي، فهذا يعمل على غسل الكلى، وغسل الأجزاء الداخلية في جسم الإنسان، كما أنها تساعد في الحفاظ على ليونة الجسم، وتماسكه والوصول إلى حد الإشباع بشكل ملفت، ومن الممكن أن تتسبب في نقصان الكثير من الوزن في ظل المداومة على برنامج غذائي من أجل تخفيف الوزن.

*رياضة لمدة نصف ساعة يومياً (كالمشي مثلا)،فرياضة لمدة نصف ساعة فقط،كفيلة بأن تخفف من الوزن المطلوب، وأن نخسر من الوزن الزائد ما قيمته 350 جرام يوميا، وهذه كمية ليست قليلة مقارنة بأننا من الممكن أن نزيد من الرياضة أو الأعمال المنزلية لنصل إلى خسارة قرابة النصف كيلو يوميا، خاصة لمن لهم القدرة على ممارسة التمارين،والبقاء  طوال اليوم في حالة حركة مستمرة.

ليس شرطا ان نضع في اعتبارنا أننا سنصل إلى رشاقة عارضي الأزياء، عند اتباعنا لنظام غذائي،ولكن على الأقل في محاولتنا للتخفيف من وزننا،فإننا سنتمكن من الاستمتاع بالحياة بشكل صحي أكثر مرونة وراحة،حيث يمكننا أن نقوم بأعمالنا بكل سهولة ويسر دون الشعور بالتعب والألم في بعض الأحيان،فالبحث عن طرق للتخفيف الوزن ليس رفاهية كما يعتقد البعض بل هو  ضرورة للوقاية من الكثير من الأمراض المميتة التي تكون للسمنة دور رئيسي فيها.

 

 

 

 

 

 


الوسوم:, ,

" حنان ناصر "

عدد المواضيع: 249 , الملف الشخصي:

محرره صحفية في مجلة الرافد الفكري