أهمية العمل التوعي في تنمية المجتمع والإرتقاء بأفراده
14 نوفمبر، 2018 التعليقات على أهمية العمل التوعي في تنمية المجتمع والإرتقاء بأفراده مغلقة حنان ناصر الرافد الاسرييُعدّ العمل التّطوعيّ ركيزة من الرّكائز الهامة لرفعة الوطن وإنماء المُجتمعات، ونشر قيم التّعاون والترابط بين النّاس، إضافةً لكونه سلوكاً إنسانيّاً فريداً يدلُّ على مقدار عالٍ من العطاء والبذلِ وحبّ الخير للإنسانية جمعاء.
ويمكن تعريف العمل التّطوعي ،بأنّهُ الجهدُ الذي يبذلهُ فردٌ أو مجموعةٌ من الأفراد من تلقاء أنفسهم لا جبراً أو إكراهاً، ودون انتظارِ مردودٍ ماديّ منه، سواء أكان الجهدُ المبذول فكريّاً أم بدنيّاً أم ماديّاً أم اجتماعياً، في سبيل أخذ الأجرِ والثّواب من الله تعالى، ورفعة المجتمع وتنميته.
واعتمد المهتمين بالعمل التطوعي إلى التمييز بين العمل التطوعي الذي يكون في اطار المؤسسة، والعمل التطوعي الفردي،حيث يمتاز العمل التطوّعي المؤسّسي، بأنّه ذو تنظيمٍ وتماسكٍ واستمرارٍ عالٍ، ممّا يُوسّع دائرة تأثيره لتشمل أكبر فئة ممكنة من المجتمع، ويتطوّع الأفراد ضمن بوتقةٍ مؤسسيّة تطوعية أو خيريّة؛ لأجلِ خدمة المجتمع الذي يعيشون فيه في المجال الذي يبرعون فيه ويُفضّلونه.
بينما العمل التطوّعي الفرديّ، هو العملُ الذي يقوم به فردٌ واحدٌ من تلقاء نفسه وبرغبةٍ منه، ومن أمثلته الطّبيب الذي يُقدّم جزءاً من وقته لعلاج المرضى غير المقتدرين ماليّاً، والطّالبُ الذي يُساعد عجوزاً في قطعِ الشّارع وهو في طريقه لمدرسته، ويُصنّف العمل التطوّعي الفردي إلى مستويين:
* مستوى الفعلِ التّطوعيّ: وهو الجهدُ المبذول من قبلِ فردٍ برغبةٍ منه بعدَ تفكيرٍ دون أن يكون استجابةً لردّ فعلٍ أو حالةٍ طارئة، ومن أمثلته: الأفراد الذين ينخرطون في أعمال تطوّعية تتميز بالاستمرارية، كالتّطوع في مراكز محو الأميّة مثلاً، أو كمن يُقدّم مالاً لهيئاتٍ خيرية تُعنى بالعناية بكبارِ السّن أو الأيتام، أو كمن يُقدّم وقته وفكرهُ للحديثِ عن قضيّة أو حدثٍ ما يُفيد البشرية أو يزيد من وعي النّاس.
*مستوى السلوك التطوّعي: وهو الجهدُ المبذول من قبل شخص برغبةٍ منه استجابةً لحدثٍ أو أمرٍ طارئ أو ردّ فعلٍ مُعيّن، ومن أمثلته أن يُسارع فردٌ لإسعافِ شخصٍ آخر أُصيبَ في حادثٍ ما حصل أمامه، أو يعاجلُ في إنقاذِ شخصٍ يكادُ يغرق، ويقومُ الفردُ بكلّ هذا استناداً على مبادئ وغاياتٍ أخلاقيةٍ وإنسانيّة في نفس المتطوّع، دون انتظارَ مردودٍ ماديّ.
وفي السياق يمكن أن نقول ان انتشار العمل التطوعي في المجتمع يحقق عدة أهداف ايجابية تصب في صالح تنمية المجتمع على العديد من المستويات،ومن أهم أهداف العمل التطوعي والتي تعكس أهميته في المجتمع نذكر:
*يعزز العمل التطوعي أواصر المحبّة والترابط بين النّاس، كما يُعلي من نمائهم الاجتماعيّ وتماسكهم
*يقوّي الشخصيّة ويرفعُ من قيمة قدرات الفرد العلمية والعمليّة.
*يُعطي الفردَ فرصةً لتعزيز ثقته بنفسه والعمل على بناء ذاته وقدراته وتطويرها
*يعملُ على تنمية المُجتمعات، ويُعلّي من قيم الولاء والانتماء للوطن.
*يفتح للأفراد أبواباً كثيرةً من التفاعل والمشاركة والعلاقات، بالإضافة إلى أنّه يُعلّمه ترتيب الأولويات وكيفية اتّخاذ القرارات.
*يُساعد حكومات الدّول على توجيه جهودها في مسؤولياتٍ أكبر، عبر إنجاز الكثيرِ من الأعمال البسيطة وسدّ ثغرتها من قبل الأفراد، فلا تضطّر الحكومات لصرفِ الجهدِ والمال والوقت عليه.
*ينقلُ الفردَ من حالة الخمول إلى الإنتاج، والاستفادة من هذه الطاقات بأفضل وسيلة.
*يسدُّ الثغرات والعجز في احتياجات المُجتمع من بعض المهارات.
*ُيساعد المؤسسات الرسمية والهيئات والجمعيات في اكتشاف احتياجات المجتمعِ الحقيقية.
*يوجّه أوقات الفراغ التي يملكها الشّبابُ نحو أعمالٍ تفيدهم وتفيد المجتمعَ بأسلوبٍ مُجدٍ.
الوسوم:التطوعي, العمل, المجتمع, تنمية
التعليقات مغلقة