الغـزو الإسـرائيـلي للبنــان 1982 بيــن الأهـــداف والنتــائـج (الطبعة الثالثة )

يعـد مرجعاً وثائقياً هاماً،يتميز بأسلوب تحليلي رصين وعميق وجريء،يحوي بين دفتيه تفاصيل وأسرار ووقائع مثيرة عن الغزو العسكري الإسرائيلي الذي تعرض له لبنان يوم الرابع من يونيو(حزيران)1982،يسلط الضوء بحـدة على الأبعاد والأهداف الحقيقية التي تقف وراء الاجتياح العسكري الإسرائيلي الكبير لدولة عربية عضو في جامعة الدول العربية واحتلال عاصمتها(بيروت) لأول مرة في التاريخ الحديث،والتي جاءت في إطار الأطماع والمخططات التاريخية الصهيونية في ارض لبنان.كما يكشف الكتاب عن خفايا التورط الإسرائيلي ـ الأمريكي ـ والمليشيات الانعزالية المارونية،في تفجير الأحداث الدموية على الساحة اللبنانية من بداية عقد السبعينات،وتعكير وتشويه العلاقات اللبنانيةـ الفلسطينية عبر التحالف المباشر مع المليشيات المارونية الانعزالية”المتصهينة”،ودعمها بالسلاح والمعدات العسكرية لضرب الوجود الفلسطيني والوطني اللبناني.
ويفنـد هذا العمل بالتفصيل الأهداف الإستراتيجية للمخطط الجهنمي الإسرائيلي ـ الأمريكي(آنذاك) الذي يهدف بالأساس إلى تعميم تجربة”كامب ديفيد” على بعض دول المنطقة،والتي كان لبنان في مقدمتها باعتباره الحلقة”الأضعف” في السلسلة العربية، بالإضافة إلى محاولة تصفية القضية الفلسطينية لصالح إسرائيل،وشطبها نهائياً باستخدام القوة العسكرية الإسرائيلية.
وباختصار.. فان هذا العمل يقدم وصفاً دقيقاً للأحداث والوقائع التي سبقت ورافقت عملية الغزو الإسرائيلي وحتى نهايته،وما تخلل ذلك من أحداث مأساوية التي كانت أسوأ مظاهرها مذبحة مخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت،إلى جانب ما تمخض عن هذا الحدث الخطير من نتائج وآثار عميقة وخطيرة طالت المنطقة بأسرها،فقد شكل الغزو العسكري الإسرائيلي للبنان إحدى أهم المحطات الحاسمة في تاريخ الصراع العربي ـ الإسرائيلي،إن لم يكن أهمها وأعمقها أثراً على الإطلاق..!
فقد وضع الغزو الحركة الوطنية الفلسطينية ولبنان ومجمل حركة النضال العربي أمام أوضاع جديدة صعبة ومعقدة،وأسقط نهائياً العديد من الأوهام حول “قومية المعركة”،وكشف الغزو الإسرائيلي بمرارة عن حالة الوهن والضعف والتشرذم التي تسود المنطقة العربية،والتي أدت إلى سقوط عاصمة عربية لأول مرة في التاريخ المعاصر تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي المباشر،وسط حالة من الذهول والصمت واللامبالاة على المستويين الإقليمي والعالمي..!.