التجــارة ومفهومهـا
2 مارس، 2018 التعليقات على التجــارة ومفهومهـا مغلقة دكتور زاهر زكار تجارة واقتصادالكاتب/ ياسـر زكـار
التجارة بالإنجليزيّة ( Trade) هي مجموعة من العمليّات التجاريّة التي تشمل على شراء وبيع الخدمات والسلع، وتُعرف التجارة بأنّها تبادل مجموعة من الأشياء من خلال صفقة تجاريّة تعتمد على بيع أو شراء مُنتجات أو مواد مُعيّنة. من التعريفات الأخرى للتجارة أنّها العمليّة أو الفعل الذي يرتبط ببيع أو تبديل أو شراء السلع، سواءً عن طريق الجُملة أو التّجزئة،كما أنّ التجارة تعبير يُستخدَم لوصف مجموعة من النّشاطات الترويجيّة؛ من أجل تحفيز بيع السلع وشرائها.
جذور نشأة التجارة:
ارتبطت نشأة التجارة بصفتها من الأنشطة الاقتصاديّة الخاصّة في إنتاج البضاعة، كما واكبت التجارة تطوّر عمليّات التبادل، وظهور المال والنقود، وظهرت مجموعة من النظريّات الاقتصاديّة حول التجارة والتي حرصت على تفسير أسباب ظهورها وتطوّرها بنوعيها الرئيسين؛ وهما التجارة المحليّة والتجارة الخارجيّة، كما ساهمت تلك النظريّات في تحديد العوامل التي تُؤدّي إلى نجاح التجارة، وطبيعة الفوائد الخاصّة بها، والأدوات المُستخدَمة في تنفيذها. يُحدّد دور التّجارة وأهدافها عموماً ضمن اقتصاد الدّول من خلال مُستويات تطوّر المُنتجات والعلاقات الإنتاجيّة العامّة في المجتمع، ولكن يختلف الدور الخاصّ في التجارة والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها بين المجتمعات؛ لأنّها تعتمد على فلسفات اقتصاديّة وسياسيّة تقوم في الغالب على المنافسة والإعلان في الأنظمة الاقتصاديّة الرأسماليّة، وعلى توفير الحاجات الأساسيّة، والتخطيط في الأنظمة الاقتصاديّة الاشتراكيّة.
العرب والتجارة:
كانت التّجارة معروفةً عند العرب قديماً، وانتشرت بينهم على نطاق واسع؛ إذ اشتهر العرب بتجارتهم التي وصلت إلى الطُرق التجاريّة الدوليّة، فمثلاً كان يَعتمد الرومان على اليمن في الحصول على البخور. في نهايات القرن السادس للميلاد تمكّن تُجّار مكة العرب من السّيطرة على أغلب القوافل التجاريّة، فعملوا على نقل التوابل والأسلحة والحرير والطحين من اليمن إلى بلاد الشام وصولاً إلى القسطنطينيّة، ومن ثم يعودون بالزبيب والذهب والمنسوجات، وساهم ذلك في أنّ تصبح شبه الجزيرة العربيّة من أهمّ المراكز التجاريّة العالميّة.
أنواع التجارة:
تتمثل أنواع التّجارة فيما يلي:
1ــ تجارة التجزئة: هي المرحلة الأخيرة في توصيل السلع إلى الزبائن، وتحتوي هذه التجارة على كافّة النشاطات النّاتجة عن عرض الخدمات والسلع للزبائن؛ من أجل شرائهم لها، لكن ليس بالضرورة أنّ تعتمد تجارة التجزئة على بيع السلع فقط، بلّ من المُمكن أنّ تشمل على تقديم الخدمات وحدها أو مع السلع، مثل تُجّار الأثاث الذين يحرصون على توفير خدمة توصيل الأثاث إلى الزبائن. يتمُّ تطبيق هذا النّوع من التجارة عن طريق الاعتماد على مجموعة من المتاجر تمثلت فيما يلي:
ــ المتاجر المُتخصّصة: هي المتاجر التي تتخصّص في بيع نوع واحد من المنتجات، أو تقديم خدمة ثابتة، مثل متاجر الملابس، والمكتبات، ومَحلات المجوهرات، ومتاجر الاتّصالات.
ــ المتاجر ذات الأقسام: وهي المتاجر المُنوَّعة؛ أيّ التي تمتلك مجموعةً من الأقسام التجاريّة، ويعمل كلُّ قسم منها على بيع نوع مُعيّن من المُنتجات، مثل قسم السلع الاستهلاكيّة الذي يحتوي على سلع قابلة للاستهلاك كالطعام، وقسم السلع الدائمة الذي يحتوي على سلع قابلة للاستخدام مثل الأجهزة الإلكترونيّة، وغيرها من الأقسام الأخرى. ــ الأسواق المركزيّة: وهي محلات ذات حجم كبير تهتمّ ببيع المواد الغذائيّة مع مجموعة من المُنتجات الأخرى. ــ المتاجر المُتسلسلة: هي عبارة عن متجرين أو أكثر مرتبطين معاً بمتجر رئيسيّ، أو إدارة مركزيّة تعمل على إدارة هذه المتاجر الفرعيّة، ومن الأمثلة عليها الصيدليّات.
ــ مكاتب التجزئة: من المكاتب التجاريّة لكنّها لا تعتمد على وجود مبنىً أو مكان، بلّ تستخدم أساليب البيع عن طريق طلبات الزبائن عبر الهاتف، أو من خلال زيارة منازلهم
ــ . المتاجر المُتنقّلة: هي متاجر تعمل على بيع السلع ذات الطلب الثابت كالمواد الغذائيّة، وتعتمد هذه المتاجر على التنقل بين المناطق
2ـ . التجارة الحُرّة: وهي تمثل مصطلح اقتصاديّ يُستخدَم للإشارة إلى تطبيق سياسة جديدة في الشراء والبيع حتى تكون غير مُقيّدة أمام الناس، إذ لا تُمانع الدّول التي تُطبق هذا النوع من التجارة بيع المُنتجات المصنوعة في دول أخرى، ولا تفرض على الناس شراء السلع المحليّة، وارتبطت هذه التّجارة بنظريّة فكريّة عُرفت بمُسمّى نظريّة التّجارة الحُرّة والتي ترى أنّ من الضروريّ تطبيق هذا النوع من التجارة في كافّة الدّول.
3ـ التّجارة الدوليّة: هي التّجارة المُرتبطة بعمليّات تبادل الخدمات والسلع بين الدول، ويُطلَق عليها أيضاً مُسمّى التّجارة الخارجيّة أو التجارة العالميّة، وتختلف في طبيعتها عن التجارة المحليّة. تتميّز التجارة الدوليّة بأنّها تسمح للدّول في إنتاج المُنتجات بناءً على الموارد الموجودة فيها؛ لذلك يُعتَبر هذا النوع من التّجارة مُفيداً للدّول؛ لأنّه يُشجّع على الإنتاج المُعتمد على أقلّ التكاليف، ممّا يُساهم في تحقيق رغبات الأفراد بأفضل الطُرق. في مطلع تسعينيات القرن الماضي وصلت صادرات التّجارة الدوليّة إلى ما يُقارب 3,5 تريليون دولار أمريكيّ.
4ـ التّجارة المحظورة:هي تجارة ممنوعة قانونيّاً، وغالباً ما يُستخدَم هذا المصطلح للإشارة إلى المُنتجات التي يُحظر استخدامها في حالة الحروب، مثل الذخائر والأسلحة.
5ـ التجارة الإلكترونيّة: هي نوع من أنواع التجارة التي تعتمد على استخدام شبكة الإنترنت في تنفيذ الأعمال التجاريّة، وتشمل كافّة عمليّات التّجارة بين الزبائن والمُنشآت ورجال الأعمال، وأيضاً تُساهم في تنفيذ الصّفقات التجاريّة بين الأفراد، وتعتمد كافّة عمليّاتها على تطبيق البيع والشراء للخدمات والسلع مُقابل تحويل ماليّ، كما تشمل هذه التّجارة على تطبيق مجموعة من الوظائف، منها التمويل، والتّسويق، والتّفاوض، والتّصنيع. تتميّز التجارة الإلكترونيّة بمجموعة من المُميّزات مثل توفير الراحة للعملاء؛ من خلال وصولهم إلى مجموعة كبيرة من المُنتجات، كما تعتمد على توفير تدابير أمنيّة تتضمّن خيارات الدفع.
الوسوم:اقتصاد, التجارة, مفهوم
" دكتور زاهر زكار "
عدد المواضيع: 48 , الملف الشخصي: دكتور زاهر زكاركاتب وباحث أكاديمي ، مدير مركز الاشعاع الفكري للدراسات والبحوث.
التعليقات مغلقة