تحت رعاية مركز الاشعاع الفكري للدراسات والبحوث
تنويه: جميع المقالات المنشورة على الموقع تعبر عن وجهات نظر كتابها ، دون أدنى مسئولية على إدارة المجلةقسم مختص بعلوم المعرفة في جميع دروب الحياه
(رؤية تحليلية – نقدية) د. حسام الدين فياض الأستاذ المساعد في النظرية الاجتماعية المعاصرة قسم علم الاجتماع كلية الآداب في جامعة ماردين- حلب سابقاً يطرح علينا عنوان هذا المقال مناقشة التساؤل التالي: كيف نمارس حرفة علم الاجتماع بعد مضي أكثر من قرن يفصلنا عن المحاولات الأولية لتحديد المسار العلمي والاجتماعي لعلم الاجتماع؟ فلا يزال لغاية اليوم تطرح قضية التزام عالِم الاجتماع المثيرة للجدل تساؤلات عديدة حول ممارسته لعلم الاجتماع وغاياتها. فعلى سبيل المثال يقف معظم علماء الاجتماع على تخوم السياسيين، وعلى مقربة أشدّ مما يظنون من أصحاب القرار. أليس ذلك ينذر بوقوع عالِم الاجتماع ذاته في الشَّرَكِ فيجبر على اتخاذ موقف ما؟ ، وبالتالي تسييس نتائج وتوصيات بحثه حول دراسة الواقع الاجتماعي. وفي المقابل نجد أنه ما من عالِم اجتماع إلا وتساءل ولو لمرة واحدة حول نفع أعماله، وهَمَّ في لحظة ما، ربما، بالتدخل شخصياً في مناقشات عصره الاجتماعية واتخاذ موقف ما. وهذا يعني أنه ليس بمستطاع عالِم الاجتماع في هذا المعنى أن يبقى مختبئً في برجه العاجي والإمساك عن مناقشة المسائل الاجتماعية والسياسية خاصةً إذا ما كانت تتعلق مباشرةً بالأعمال التي أنجزها(1). إن المدقق لواقع علم الاجتماع المعاصر، يجد أن معظم علماء الاجتماع يدفنون أنفسهم في شقوق المعرفة الضيقة، إلا أن علم الاجتماع النقدي2∗ Critical Sociology (3) يحاول وبكل جرأة وشجاعة أن يتحمل الإجابة عن الأسئلة الكبيرة المسكوت عنها من قبل علماء اجتماع السلطة الذين يحاولون مراراً وتكراراً أن يطفئوا الشعلة النقدية لعلم الاجتماع المدافع عن حقوق ومصالح السواد الأعظم من أفراد المجتمع . والدليل على ذلك أن علم الاجتماع النقدي يقدم الندوات المتعمقة والمقالات الصعبة حول القضايا المعاصرة والراهنة بهدف تقديم إجابة عقلانية عما يدور في الواقع السياسي والاقتصادي وآثارهما على الحياة الاجتماعية. كما أنه يقدم البدائل الممكنة للنظام الاجتماعي القائم الذي لا يهتم إلا بإرضاء مصالحه الخاصة، حتى لو كانت على 1() سيرج بوغام: ممارسة علم الاجتماع، ترجمة: منير السعيداني، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، ط1، 2012، ص (186). 2∗ ثمة مسميات كثيرة ظهرت في السنوات العشر الأخيرة للاتجاهات المعاصرة في علم الاجتماع، منها: (الاتجاه الراديكالي، والاتجاه الماركسي الجديد، والهيجلي الجديد، واليسار الجديد). وبينها جميعاً تباينات في المنطلق النظري، أو رفض التنظير القائم، على أن الملمح المشترك بينها جميعاً هو بروز عنصر النقد كعنصر أساسي في محاولة تجديد علم الاجتماع وتحريره. ويتراوح هذا النقد ما بين نقد فكرة أو مفهوم أو قضية نظرية، أو خاصية نوعية في ظاهرة أو عملية اجتماعية، وبين رفض كل التنظير القائم، والبحث عن آخر جديد، ويتراوح أيضاً بين رفض ظاهرة أو مجموعة من الوقائع، وبين رفض النظام القائم برمته، ويدلل على هذا أن بعض الباحثين في علم الاجتماع يعتبرون أنفسهم راديكاليين مثلاً لمجرد أنهم يخالفون الاتجاه العام السائد في الفكر السوسيولوجي أو في منهج البحث. والبعض الآخر يعتبر أن التعبير عن المعارضة (أخلاقياً) للسياسات الاقتصادية كافٍ لتصنيفهم راديكاليون. وهناك آخرون يرون أن أي موقف نقدي من النظم الاجتماعية يعتبر موقف راديكالياً حتى ولو كان هذا النقد لا يؤدي إلى أكثر من الدعوة لمجرد إحداث بعض الاصلاحات التكنوقراطية. ولهذا يرى من اهتم بهذا الاتجاه من الكتّاب العرب أن يقتصر تعريف الراديكالية على الموقف النقدي من المسلمات والأسس التي تنهض عليها النظريات السوسيولوجية التقليدية وما يرتبط بها من مناهج، وأيضاً من الأسس التي تنهض عليها النظم الاجتماعية، مع تقديم مسلمات بديلة وتصورات لنظم بديلة، على أن يتم هذا على أساس التحليل العلمي والشواهد التاريخية والأدلة الامبيريقية. وهذا التعريف يتفق تقريباً مع المعنى الأكثر استخداماً للراديكالية. ففي دائرة معارف العلوم الاجتماعية تحدد الراديكالية بوصفها مركباً متفاعلاً لمكونات ثلاثة يتمثل الأول وهو الأكثر أهمية في وجود موقف أو إطار فكري نحو نظام محدد في مجتمع من المجتمعات أو نحو النظام العام social للمجتمع في كليته وشموله. ويتركز …
الكاتب: دكتور زاهر ناصر زكار لا شك ان بناء الإنسان التكويني يعتمد بالأساس على كونه ناقصا ضعيفا لذلك فهو يحتاج إلى الآخرين، وهذا الضعف التكويني كثيرا ما يؤدي إلى وجود إحساس مستمر بالعجز وعدم القدرة …
بقلم: فادي محمد الدحدوح خبير في البحث العلمي والدراسات Email: Phd.fadi@gmail.com تعد القيادة المؤثرة المنبثقة من منظومة تربوية سليمة هي المحرك الفعال لنهضة الأمم والشعوب وتقدمها، والإدارة الأكثر فاعلية للتغيير وصناعة المستقبل، لما لها من آثار إيجابية في دفع حركة المجتمع وبنائه والارتقاء به، وفي ظل الأزمات العالمية المتصاعدة ومع تقدم الثورة المعلوماتية نلحظ في منظومة القيادة والإدارة بأن هناك نقص في القيادة الأخلاقية منتشر في جميع قطاعات المجتمع الإنساني، مما استوجب على المؤسسات وتحديدا التربوية مواجهة هذه التحديات بكفاءة وفاعلية كأيسر طريق يحقق الأهداف ،وذلك من خلال إعداد القيادات الناجحة والقادرة على التغيير والابتكار، لحل المشكلات واتخاذ القرارات في المواقف المناسبة بناء على قاعدة تعزيز السلوك الأخلاقي في منظومة العمل والعلاقات. فالقيادة الأخلاقية تعد بوابة نجاح استراتيجية مركزية لأي مؤسسة تنشد النمو وتحقيق الغايات،فهي قيادة تحقق العدالة والشفافية،وتشجع العمل الجماعي المشترك،والمشاركة في صنع القرار، والاهتمام بالمرؤوسين وتعزيز نموهم، والتخلي عن المفهوم التقليدي للقيادة والمستندة إلى الوصاية والهرمية وسلطة المركز، وذلك وفق إطار أخلاقي إنساني يتزامن فيه الارتقاء بأداء المؤسسة ونوعية إنتاجها مع الاعتناء بالأفراد وتطويرهم وتحفيزهم وتعزيز دورهم، وتتعاظم أهمية القيادة الأخلاقية في المؤسسات كونها تتعامل مع الإنسان وتحاول صياغة شخصيته صياغة سليمة وإيجابية تنمي فيه الخلق القويم، وترسخ فيه القيم السامية، والشعور بالمسؤولية عبر منظومة منبثقة من قيم راسخة من المنهج التربوي الإسلامي الأصيل، كما أنها تقوم بصياغة القرارات التي تنعكس على حاضر المجتمع ومستقبله، والتي يمتد تأثيرها لأجيال عديدة. وأبرزت الكثير من الدراسات المحلية والعالمية أن المنهج والنموذج المثالي المناسب للقيادة في المجتمعات هو القيادة الأخلاقية، فهي عملية تأثير يمارسها القادة لحث الآخرين على تحقيق الأهداف المنشودة من خلال الالتزام بسلوكيات تتميز بسمات أخلاقية، مثل المصداقية، والأمانة، والعدالة، والإيثار، والرحمة، بالإضافة إلى تشجيع مثل هذه السلوكيات عن طريق مناقشة القضايا الأخلاقية، وتوضيح التوقعات الأخلاقية، واتخاذ القرارات الأخلاقية، ودعم المعايير الأخلاقية، قاصدين بذلك تعديل السلوكيات الأخلاقية في العمل، وتحسينها وتعزيزها، ومن أهم ما يبرز في هذا الاتجاه هو تنمية وتدريب ورعاية الأفراد ضمن اطار أخلاقي، إضافة لتعميم القوى الإيجابية في المؤسسة وتقليص الجوانب السلبية، والعمل على مواكبة التغيرات وتوظيفها لخدمة المؤسسة والعاملين فيها. كما تنظر العديد من الدراسات إلى القيادة الأخلاقية على أنها أبعد من كونها مجموعة …
بقلم أ. هاني جودة ::: أبرز ملامح ضعف الوعي السياسي في أزمة الهوية حيث يجهل أفراد المجتمع هوية نظامهم وطبيعته، فهل هو نظام قبلي أم ديني أم علماني، أم غير ذلك، الأمر الذي يجعل …
بقلم: فادي محمد الدحدوح خبير في البحث العلمي والدراسات Email: Phd.fadi@gmail.com تعتبر ثروة الشباب جوهراً حيوياً للحضارة وميدان التقدم ورمزاً راسخاً في معادلة البناء والنهضة الشاملة، فهم قلب عملية التنمية ووسيلتها الرائدة والأداة الاستراتيجية الفاعلة، …