نقطة ضوء على أهم أعمال دافنشي
7 مارس، 2018 التعليقات على نقطة ضوء على أهم أعمال دافنشي مغلقة حنان ناصر فن تشكيليالفن هو مرآة الأمة في كل زمان ومكان ،وهو حاضن ماضيها وحاضرها ومستقبلها ،ويمكن اعتباره ظاهرة اجتماعية تؤثر تأثيرا جليا في سلوكيات الأفراد في المجتمع،وكثير من الفنانين كانت له بصمة مؤثرة في التاريخ الإنساني والحضاري،وسنعتمد في قسم الفن التشكيلي كل أسبوع على التعريف بفنان ساهمت في نهضة الذوق الأدبي والفني في المجتمعات الإنسانية،حيث سنتعرض لأعمال فناني عصر النهضة،هذا العصر الذي انعكس على حياة المجتمع إلى يومنا هذا.
ومن أشهر فناني عصر النهضة لا يسعنا إلا أن نبدأ بالفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي والذي اشتهر كرسام،و نحات، ومهندس معماري، وعالم، كانت مكتشفاته وفنونه نتيجة شغفه الدائم للمعرفة والبحث العملي،و له آثار عديدة على مدارس الفن بإيطاليا امتدت لأكثر من قرن بعد وفاته، وإن أبحاثه العلمية خاصة في مجال علم التشريح، والبصريات وعلم الحركة والماء، لا تزال حاضرة ضمن العديد من اختراعات عصرنا الحالي.
ولد ليوناردو دافنشي في الخامس عشر من نيسان 1452م، في مزرعةٍ تبعد ما يقارب الثلاثة كيلومترات بين أنجاتو وفولتوغانو، وقد أقيم متحف في المكان الذي وُلد فيه هذا العالم الذي يجذب سنويا الآلاف من السياح حول العالم لمشاهدة مسقط رأسه.
تعلّم ليوناردو الرسم على يد المعلم فيروكيو، وفي بداية فنه كانت رسوماته تساوي رسومات أستاذه من ناحية الدقّة والبراعة، إلّا أنّه بعد مرور فترة من الزمن استطاع التحرّر من أسلوب معلمه الصارم والواقعي في الرسم واختار أسلوباً آخر أكثر إبداعاً وإحساساً، وتعتبر لوحة “توقير ماغي” أولى لوحاته التي ابتدع فيها أسلوباً جديداً في الرسم من خلال الدمج بين الرسم الأساسي، والخلفيّة التي كانت عبارة عن مشهد خيالي يحتوي على مجموعة من أطلال الأحجار ومشاهد المعارك.
وتعتبر لوحة “الموناليزا ” أشهر لوحة موجودة في العالم، حيث قام فيها دافنشي برسم السيدة ليزا جيرارديني، حيث يُعتقد بأنّ هذه اللوحة تعبر عن الفرد كنوع من الإنسان البشري الخارق للعادة حيث جمعت هذه اللوحة بين الشكل الخارجي والروح بطريقة غريبة، وأشهر ما في لوحة الموناليزا ابتسامتها حيث يتبادر إلى ذهن المشاهد أنها تبتسم له إن كان سعيداً، وتكون ابتسامتها حزينة إن كان حزيناً. وقد كانت بالنسبة لدافنشي عملاً لا ينتهي، والسبب في ذلك يعود إلى محاولته للوصول إلى الكمال من خلالها حيث لم يقم بتسلميها إلى من طلب رسمها، وبقيت معه حتى نهاية حياته ،وهذه اللوحة اليوم معلّقة في متحف اللوفر بباريس ومحفورة داخل زجاج مضاد للرصاص حيث تعتبر ثروةً وطنيةً لا تقدر بثمن.
ومن أشهر أعماله الفننية كذلك لوحة” العشاء الأخير” وهي تجسيد لخيال دافنشي حول اللحظة التي أخبر بها المسيح الحواريين أنّ معهم خائن في العشاء،هذه اللوحة التي ارتكز عليها دان براون في عرض لغز روايته الأشهر (شيفرة دافنشي)، حيث تحتوي ألغازاً قام ليوناردو دافنشي بزرعها في لوحته ليعرضها لنا براون ويخبرنا أنّنا لن نصل إلى عبقرية دافنشي.
واكتسب دافنشي لقب رائد عصر النهضة ليس برسوماته بحسب ولكن أيضا بإختراعاته العديدة،التي كانت تبدو كأفكار مجنونة في ذلك الوقت،فقد رسم ليوناردو دافنشي نموذجاً لمظلة الهبوط، وهو مشابه جداً لنموذح المظلة المستخدمة في هذا الوقت،او ما يطلق عليه(الباراشوت).
كما قام دافنشي بصنع مجسم لشكل فارسٍ،وقد كان على شكل رسومات تفصيلية على كراسات ليوناردو دافنشي، وقد تم الإشارة له في رواية (شيفرة دافنشي) وهو أول رجل آلي فعلي يمكن تحريكه حسب النموذج، وتم تطبيق الرسومات حرفياً وتحرك الفارس بكامل طاقته، ممّا أثبت مدى عبقرية ليوناردو دافنشي في رسم آلة قبل التطبق ونجاحها بالواقع، ولم يكتشف وجود تطبيق عملي للفارس في حياة دافنشي.
كما اخترع دافنشي آلة موسيقية أسماها “فيولا أورغانيستا” وهي آلة موسيقية تشبه في شكلها البيانو، وأيضاً وجدت على الورق وقام الموسيقار سلافومير زوبريتشكي وبعد 500 عام على وفاة الرسام بمحاولة تطبيقها على أرض الواقع، لكن المشروع لم يتم بالنهاية.
ومن ضمن اختراعاته الغريبة في ذلك الوقت،يمكن ذكر الكاميرا ذات الثقب،وهي فعلياً تعمل كما عين الإنسان تستقبل الصورة معكوسة وتكون أكثر تحديداً كلّما كان الثقب أصغر، لكن باهتة أكثر بالمقابل.
كما اشتهر دافنشي كمصمم هندسي حيث صمم قناة تربط بين مدينتي بيزا و فيرونزاو،و كانت هذه أول مشاريع دافنشي والتي تغيّر بعدها اهتماماته.
كما صمم السلالم الثنائية أو الرباعية (المصعد بطاقة الرياح) والقنوات المائية،وكان يرى أنّ الرياح المتواجدة في أي وقت وزمن ستحرك المصاعد، وستقوم طاحونة بجر الماء في الحديقة، لتعبر عبر قنوات إلى المنازل.
لقب دافنشي بعبقري النهضة،فمواهبه امتدت أبعد من أعماله الفنية، مثل العديد من قادة النهضة الإنسانية، وقال انه لا يرى الفجوة بين العلم والفن، وتم تسجيل ملاحظاته واختراعاته في 13000 صفحة من المذكرات والرسومات، بما في ذلك تصاميم لآلات الطيران (قبل اول نجاح لمحاولات الاخوين رايت مخترعى الطائرة بحوالي 400 سنة)، ودراسات مصنع، ودراسة لآلة الحرب، وعلم التشريح والهندسة المعمارية، وكانت أفكاره عبارة عن تفسيرات نظرية فى الغالب، المنصوص عليها في تفاصيل محددة، لكنهم كانوا نادرا ما يتحولوا لتفسيرات عملية، أما عن رسومه فكانت مثل الجنين في الرحم، وامراض القلب والاوعية الدموية، والاعضاء الجنسية، والعظام وغيرها من الهياكل العضلات، وهذه الرسومات كانت تعتبر الاولى من نوعها فى السجل البشرى .
الوسوم:الأخير, العشاء, دافنشي, موناليزا
التعليقات مغلقة