حـوار مـع الشاعـرة اللبنانية المتألقة جـولييـت أنطـونيوس..
22 مارس، 2018 التعليقات على حـوار مـع الشاعـرة اللبنانية المتألقة جـولييـت أنطـونيوس.. مغلقة دكتور زاهر زكار حوارات عامةتشرفت مجلة الرافـد الفكري بإجـراء حـوارا أدبيـا مع الشاعرة المبدعة في عالم الشعر والثقافة،الأديبة جولييت أنطو نيوس،التي أكدت حضورها المـتألق والمتميز في الساحة الأدبية والثقافية العربية بجدارة وتميز من خلال قصائدها الرائعة التي نشرت في الصحف والمجلات الورقية والالكترونية.. أنها شاعرة مفعمة بالحب للحياة وللإنسانية، تميزت قصائدها بالإحساس المرهف،والتي تعبر فيها عن خجلات قلبها ونبضها،وتجمع بين حروف كلماتها قطوفاً من الرومانسية والرقة والحلم الجميل،والدفء الإنساني والمشاعر الصادقة،يلمس القارئ في نصوصها المتوهجة بكبرياء الشعر سعة الخيال المتجسد في الدلالات والإشارات والمعاني العميقة..
يسلط هذا الحوار الضوء على تجربتها الشعرية ومشوارها في مجال الإبداع والكتابة في عالم الشعر..من أجل إتاحة الفرص أمامها للتعبير عن ذاتها وتجربتها ومشوارها في الإبداع الشعري والثقافي، ويتيح للقراء إمكانية التعرف عليها عن قرب.والله ولي التوفيق,,,
*في البداية نرحب بالشاعرة المتألقة والمتميزة جولييت انطونيوس لتشريفنا بهذا اللقاء، الذي نتمنى أن يكون باكورة لقاءات وحوارات قادمة في المستقبل،شاعرتنا العزيزة لو أردنا أن نعرف قارئ مجلة “الرافد” من هي الشاعرة جولييت انطونيوس بسطور فماذا يمكن أن نقول؟
ــ في البداية إسمح لي أن أشكر أسرة تحرير مجلّة الرافد وعلى رأسها المشرف العام على المجلّة الدكتور زاهر زكّار لتشريفي بهذه المساحة من التواصل الإنساني و الأدبي في عرينكم المتوهّج بالأدب والرقي .
أمّا هويّتي فتشبه أرضي التي اجتمعت بها الأديان فطوّبتها وطن الإنسان والرسالة , أنا شاعرة وأمّ لبنانية الهويّة فينيقية الجذور عربية الانتماء موطني الإنسان أينما كان.
*بطبيعة الحال في بداياتنا دائما تبهرنا شخصيات معينة بالنسبة لحضرتك،من هم الشعراء الذين أثروا بوجدانك وساهموا في اثراء ثقافتك الشعرية؟
ــ وما أجمل تلك البدايات إنّها بالنسبة لي أوّل شعاع ضوء يمسّ عين الحياة , في سن صغيرة بدأ هذا الضوء يتسلّل إلى قلبي فكان تعلّق والدي بالشعر اللبناني وكتابته أوّل شرارة مسّت قلبي و أول محاولة لتهجئة مشاعري , ثمّ بدأت تجذبني حياة الأدباء والشعراء أستقي من سير حياتهم الإصرار والمثابرة كنت صغيرة فكانوا بالنسبة لي كالآلهة ومن الطبيعي أنّ لكل مدرسة أدبية ندخلها عبر بوّابة الكتاب تترك أثرها في مخزوننا الفكري والثقافي وكثر هم الشعراء والأدباء الذين ساهموا بإثراء مخيّلتي وفكري .
*من اكتشف موهبة الشعر لديك وحاول تنميتها،وشجعك على الاستمرار فيها وتقوية نفسك في مجال الشعر؟
ــ الكتابة ملكة تفرض نفسها بنفسها لا نعرف كيف ومتى بدأت ولماذا, ومهما حاولنا الهروب منها نجد انفسنا نهرب إليها تماما كالحبيب أو كالحب لا تُكتشف بل تُحسّ بالمعاناة ورهبة الألم عند مخاض الحرف ,إنّها موسيقى الوجود بداخلنا فعل حب رصين لا أزال في بدايته أحاول أن أحافظ عليه بانصهار عفوي وصقل بالدراسة والقراءة المتنوّعة والإستفادة من التجارب الأخرى والذي شجّعني على الإستمرار هو أصراري ومحبّة من حولي .
*أي المواضيع التي تستفزك لكتابة الشعر؟
ــ لا يوجد حالة معيّنة حصرا لكنّ الألم عامة يستفزّني إنّه النواة الأكثر مجدا للكتابة , هو النار المطهّرة لقدسيّة الحياة والموت والماء المحيي للذة الحياة بعد الاحتراق .
*في رصيدك ديوانين شعريين”خطيئتي” و”أغمض عينيك لترى” وقد حظيا بترحيب في المحافل الثقافية،لوتحدثينا قليلا عن ظروف اصدارهما،وعن المتاعب التي واجهتك في إصدار ديوانك الأول”خطيئتي”على اعتبار أنه دائما الخطوة الأولى هي أصعب خطوة،وهل شجعك نجاح ديوانك الشعري الأول على إصدار ديوانك الثاني؟
ــ فعلا كان من الصعب جدا أن أخطو خطوتي الأولى لولا تشجيع العائلة والمقرّبين وبعض الشخصيات الثقافيّة الذين أثق برأيهم غير أنّ الفضل الأكبر بإصدار ديواني الأوّل “خطيئتي” يعود إلى الشاعر السعودي الأستاذ ابراهيم الجريفاني الذي آمن بي وكان من أهمّ المشجعين في بداية مسيرتي , وهو من أطلق عليّ لقب ناسكة الحرف .وقد صدر الديوان عن دار الرمك للنشر والتوزيع ومن ثمّ كان لي الحظ والشرف بمشاركة الديوانين في المكتبة العامة الفرنسية Mediatheque de L’Agora France ولا شك طبعا أنّ النجاح شجّعني على المتابعة والتقدّم ولكنّه أيضا دفعني إلى الحذر والتأنّي أكثر في الديوان الثاني “أغمض عينيك لترى” .
*باعتقادك هل ما زال الشعر يحظى بدعم الحركة الثقافية في العالم العربي؟
ــ لا شك ان الحركة الثقافية في العالم العربي تشهد بعض الإرباك ولكنّها لم تتخلّ عن الشعر كأحد أهمّ الفنون الأدبيّة المرتكز عليه , ولكن في مجتمعاتنا الغارقة بهمومها ومآسيها وفي شبه غياب الدعم الرسمي للثقافة عامة علينا ألّا ننتظر الكثير .
*النقاد في العادة لا يرحمون فكيف تواجه شاعرتنا النقد الذي يوجه أحيانا إلى كتاباتها؟
ــ أنا أؤمن أنّ الناقد , شرط أن يكون مخوّلا لهذا العمل الإبداعي الشاق و مالكا لأدواته, هو المرجع الأهم لتقدير أي نّص تقديرا صحيحا وبيان قيمته ودرجته الأدبيّة وأنّ النقد بحد ذاته هو عمل إبداعي لذالك أقدّره وأحاول أن أستفيد منه .
*ما رأيك بظاهرة صناعة النجوم الأدبية،مع انتشار العديد من برامج المنافسة الشعرية على الفضائيات؟وهل يمكن لهذه البرامج أن تصقل مواهب شعرية وتدعمها؟
ــ جدا مهمّة ولها وقع إيجابي على انتشار القصيدة .
في العصور القديمة كان للشعراء مكانة متقدّمة في قبائلهم ومجتمعاتهم كانوا نجوما لهم تأثيرهم الكبير في محيطهم كما كان هناك روح المنافسة حيث كان يأتي الشعراء بقصائدهم لتعرض على محكمين من كبار الشعراء في سوق عكاظ .. واليوم هذه البرامج هي أحدى وسائل الإضاءة على تجارب شعريّة فذّة وطاقات إبداعية جديدة وأيضا لدعم الشعر وإبرازه وإعادة بعض البريق له ولا شكّ أنّ المنافسة تحثّ على تكثيف الجهد لصقل الموهبة. باختصار مثل هذه البرامج تضع الشاعر على الطريق الصحيح وتحفّزه على التميّز .
*هل هناك مشروع ديوان قادم تعدين له في الفترة الحالية؟
هناك مشروع إصدار ديوان باللهجة العاميّة اللبنانية ولكنه ليس قريبا بعد .
*لو أردتي أن تعبري بكلمة عن هذه المفردات فماذا تقولي:
ــ السماء: أمّــي
.ــ البحر: الغموض
ــ الوطن: الأم
ــ الأنثى: الحياة الآخر
ــ الكتابة : الألــم
*بعيدا عن الشعر ما هي هواياتك؟
ــ القراءة والموسيقى والإستماع للطبيعة .
* بماذا تحلم جولييت انطونيوس؟
ــ أحلم بعالم يحكمه العدل لا يقتل ولا يُقتل من أجل السلام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــ تشكر مجلة الرافد الفكري،الشاعرة المتألقة جولييت انطونيوس،على تلبية الدعوة لإجراء الحوار،ونثمن لها هذه الروح الطيبة التي لا تحمل للناس الا الخير ولا تضمر لهم غير المودة.. مع فائق الاحترام والتقدير العميق..
الوسوم:الشاعرة, انطونيوس, جولييت, حوار
" دكتور زاهر زكار "
عدد المواضيع: 48 , الملف الشخصي: دكتور زاهر زكاركاتب وباحث أكاديمي ، مدير مركز الاشعاع الفكري للدراسات والبحوث.
التعليقات مغلقة