العلاقات الطيبة مع المحيطين تبقينا سعداء ومتعافين صحياً

24 أغسطس، 2018 التعليقات على العلاقات الطيبة مع المحيطين تبقينا سعداء ومتعافين صحياً مغلقة الرافد الاسري

تعتمد حياتنا على العلاقات،  ومن لحظة ولادتنا نعتمد على آخرين للمساعدة في تربيتنا وتنشأتنا والعناية بنا،  ومهما بلغنا من استقلال أو اعتماد على النفس فإننا دائماً سنحقق المزيد بمساعدة آخرين،  ولكن ما نحققه من انجازات ليس إلا البداية.

ويجري فريق من العلماء في جامعة هارفرد الآن واحدة من أشمل الدراسات عن الرخاء العاطفي برئاسة روبرت والدينغر الاختصاصي بالتحليل النفسي.  وبدأت الدراسة في عام 1938 خلال الكساد العظيم ، وحين سُئل والدينغر عن نتائج هذه الدراسة أجاب بلا تردد “أن العلاقات الطيبة تبقينا سعداء ومتعافين صحياً”.

وقال والدينغر “إن الأشخاص الذين كانوا الأكثر سعادة في علاقاتهم في الخمسين من العمر كانوا الأكثر تعافياً من الناحية الصحية في سن الثمانين”.  واضاف “أن العلاقات الطيبة لا تحمي أجسامنا فحسب بل تحمي عقولنا ايضاً”.

ويقول جاستن باريسو، الكاتب المختص بالذكاء العاطفي، على موقع انك، ان طريقة بناء علاقات طيبة هي احدى القضايا التي يعالجها في كتابه الجديد وأنه راجع في هذا الشأن ابحاثاً إضافية لعلماء اعصاب ودراسات أجرتها مؤسسة غالوب واستعان حتى بمحرك البحث العملاق غوغل.

وخرج باريسو من كل ذلك بأن العلاقة الناجحة تقوم على الثقة، مؤكداً أن لا محبة ولا صداقة وعلاقة دائمة من دون ثقة.  وإذا كنتَ تأتمن احداً على مصالحك ستفعل أي شي تقريباً يطلبه منك.

 

ويقترح باريسو ثماني خطوات تساعد على بناء ثقة اقوى وأعمق تؤدي الى علاقات مثمرة.

 

أولا-التواصل: يتطلب بناء الثقة تواصلا مستمراً يتيح لك مواكبة الواقع الذي يعيشه الطرف الآخر وإيصال رسائل بأن ما يهمه يهمك.  ويمكن تحقيق هذا الشكل من التواصل اليوم بوسائل متعددة بينها الهاتف والبريد الإلكتروني والشبكات الاجتماعية والطريقة التقليدية في اللقاء وجهاً لوجه.

ثانيا-الصدق:الصادق يشاطر الآخرين الذين يثق بهم أفكاره ومشاعره،  وبقبوله الآخرين كما هم يثبت الشخص الصادق أنه جدير بعلاقة صادقة.

ولا يعني الصدق،ان تشارك كل شيء عن نفسك مع كل الآخرين في كل وقت،ولكنه يعني قول ما تريد قوله بصدق والالتزام بقيمك ومبادئك قبل كل شيء آخر.

ثالثا-المساعدة:من أسهل الطرق لكسب ثقة أحد ان تمد له يد العون، وكثيراً ما تكون الأشياء الصغيرة هي المهمة،كأن تعرض إعداد كوب قهوة أو شاي مثلا أو المساعدة في غسل الصحون أو في حمل البقاليات بعد التسوق.  فان أفعالاً كهذه توحي بالثقة.

رابعا-النزاهة:التواصل النزيه أكثر من قول ما تؤمن به بصدق وهو يعني تفادي أنصاف الحقائق ومحاولة تمثيل نفسك بطريقة واضحة وصريحة.

خامسا- كن موثوقاً:من الشائع أن يتراجع أشخاص عن اتفاق أو خطة متى ما يحلوا لهم،  وعلى النقيض من ذلك، فإن الذين يحرصون على الوفاء بكلمتهم ينالون سمعة بكونهم موثوقين وجديرين بالثقة.  كما إن تنمية الوعي الذاتي والسيطرة على النفس تساعد في تفادي الارتباط بالتزامات لا تستطيع الإيفاء بها.

سادسا-تقدير الآخرين:الجميع يتطلع الى سماع تقدير لما يفعلونه،  ولا يكفي أن تشعر بتقدير الآخرين بل يجب أن تبديه وتعبر عنه وإلا فإنهم قد لا يعرفون تقديرك لهم.  وحين تقول للآخر ما تقدره فيه ولماذا؟، فإنك تشجعه على الاستمرار به والأهم أنك تنمي لديه مشاعر ايجابية وتزيده قرباً منك وتشجعه على تقديرك ايضاً.

سابعا-التعاطف: وُصف التعاطف بأنه القدرة على الشعور بألم الآخر في قلبك.  ولإبداء التعاطف ليس من الضروري ان تخوض التجربة أو تمر بالظروف نفسها التي مر بها الآخر، بل عليك ان تسعى الى تفهمه بمعرفة منظورة.  والمفتاح هو ألا تحاكم مشاعر الآخر أو تستهين بها.  وبتعاطفك مع الآخر تُشعره بأنك تفهمه وسيتحرك على الأرجح بمجهود مماثل نحوك في ساعة ضيقك.

ثامنا-الاعتذار:تمر أوقات تشعر بأنك مستعد لعمل أي شيء يُطلب منك سوى أن تقول كلمة “المعذرة”.  ولكن هذه المفردة يمكن ان تغير سلوك الآخر ومزاجه كله وتؤدي الى تجاوز شعوره بالأذى وتقنعه بأنك حقاً تثمن علاقتك به.

 

 

 

 

 


الوسوم:, , ,

" حنان ناصر "

عدد المواضيع: 249 , الملف الشخصي:

محرره صحفية في مجلة الرافد الفكري