الصراع العربي – الإسرائيلي الرياضي
28 فبراير، 2018 التعليقات على الصراع العربي – الإسرائيلي الرياضي مغلقة دكتور زاهر زكار الرافد الرياضيبقلم/ معين فرج
إسرائيل نفذت مخططا تدميريا بحق الرياضة الفلسطينية بدأ منذ الثلاثينيات من القرن الماضي ومازال مستمرا حيث ان هناك محاولات رخيصة وعنصرية مارستها اسرائيل لتزوير وتشويه تاريخ الحركة الرياضية مئات الشهداء والاف الجرحى والمعتقلين من ابطال الحركة الرياضية سقطوا بفعل جرائم الاحتلال كيف زورت اسرائيل التاريخ وحاربت الرياضة الفلسطينية والعربية في كافة المحافل كان لافتاً للنظر خلال انتفاضة الأقصى التي دخلت عامها الثالث مع نهاية شهر ايلول الماضي ، حجم التضحيات الهائلة التي قدمها أبناء الشعب الفلسطيني في مقدمتهم الشبان والاطفال الذين شكلت نسبة الشهداء والجرحى والمعاقين الغالبية العظمى منهم ومن بينهم مئات الشبان من ابطال الحركة الرياضية وقد بدا واضحا حجم الضرر الذي يلحق بكافة اشكال الحياة الفلسطينية بسبب الحرب غير المتكافئة التي فرضت على الشعب الفلسطيني بمختلف انواع الاسلحة وما من شك فان الرياضة الفلسطينية كان لها نصيب وافر من هذه الحرب حيث سقط الشهداء والجرحى والمعاقين ومرت مؤسسات ومنشات واندية رياضية ومنعت فرق رياضية من السفر للمشاركة في بطولات بالخارج واعتقل المئات من ابطال الحركة الرياضية في غياهب السجون وياتي ذلك كله في اطار مخطط مرسوم ومدروس بدأ منذ أن داست أقدام اليهود ارض فلسطين في حقبة الثلاثينيات من هذا القرن حيث اتخذ الصراع العربي – الإسرائيلي بشكل عام ، والفلسطيني – الإسرائيلي منه بشكل خاص أشكالاً متعددة في النواحي السياسية والعسكرية والاقتصادية ، تناولها الباحثون والكتاب والصحفيون بشكل مستفيض ، وسنتناول في هذا التقرير جانباً مخفياً في هذا الصراع ، ألا وهو الصراع في الساحة الرياضية الذي شكل ومازال خطورة واضحة على الرياضة العربية والشباب الرياضي العربي ، في ظل المحاولات الإسرائيلية لاختراق المحافل الرياضية العربية والدولية تحت ستار ما يسمى عملية السلام والتي باءت كلها بالفشل ، بفضل الوقفة الشجاعة للاتحادات العربية وفي مقدمتها الاتحاد العربي لكرة القدم برئاسة أمير الرياضة العربية المغفور له سمو الأمير فيصل بن فهد رحمه الله ، ومن قبله الشهيد فهد الأحمد الصباح رئيس الاتحاد الكويتي ورئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ورئيس اللجنة الاولمبية الآسيوية، وكذلك الوقفة الشجاعة حالياً التي يتزعمها رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز وسمو الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان رئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم، وكافة وزراء الشباب والرياضة العرب ورؤساء مجالس الشباب والرياضة في الوطن العربي .
وللتعرف على خفايا والصراع العربي- الاسرائيلي الرياضي واهم المحطات في تاريخ هذا الصراع ومراحله وجذوره.
جذور الصراع الرياضي:
يعتبر المجتمع الفلسطيني أحد المجتمعات المتميزة سياسيا واجتماعيا وثقافياً ، نظرا للظروف الخاصة التي يعيشها هذا المجتمع منذ أكثر من نصف قرن ، حيث بدأ الصراع العربي الصهيوني بعد إقامة كيان إسرائيل على أرض فلسطين التاريخية في الخامس عشر من شهر مايو عام 1948 ، بعد أن سهل الاستعمار البريطاني، الدولة المنتدبة على فلسطين(آنذاك ) للعصابات الصهيونية امكانات الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية والاستيطان فيها من خلال تسهيل الهجرات اليهودية وتسليح العصابات اليهودية من أجل إرهاب أصحاب الأرض وإجبارهم على تركها لتحقيق الحلم اليهودي الذي أعلنه مؤسس الحركة الصهيونية ” تيودور هرتزل ” عام 1897 بإقامة الكيان الصهيوني والدولة العبرية على الأرض الفلسطينية وهو ما تحقق لهم جزئياً بعد حرب عام 1948 ، حيث أعلنت دولة إسرائيل على نحو 78 % من أراضي فلسطين ، على الرغم من أن قرار تقسيم فلسطين الصادر يوم 29 نوفمبر عام 1947 الذي أعلنته عصبة الأمم المتحدة قرر قيام دولتين فلسطينية وإسرائيلية ، غير أن بريطانيا أعلنت عن انسحابها من فلسطين وترك الصراع العسكري – الغير متكافئ – بين أصحاب الأرض العزل من السلاح والعصابات الصهيونية المدججة بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة ، واندلاع الحرب الإسرائيلية العربية الأولى والتي أدت إلى هزيمة العرب وانتهت بتقسيم فلسطين إلى ثلاثة أجزاء : الجزء الأكبر الذي أعلنت عليه الدولة العبرية ، وجزء ثاني ألحق بإمارة شرق الأردن وهو ما اصطلح على تسميته الضفة الغربية ، وأصبح فيما بعد جزءاً من المملكة الأردنية الهاشمية ، أما الجزء الثالث فهو شريط ساحلي مكتظ بالسكان يقع في أقصى الجنوب الساحلي لفلسطين وهو قطاع غزة والذي تسلمت إدارته المملكة المصرية آنذاك ، وأصبح يدار من قبل الإدارة العسكرية المصرية في الجمهورية العربية المتحدة فيما بعد .
لقد أدى قيام دولة إسرائيل إلى تهجير حوالي 800 ألف فلسطيني من مدنهم وقراهم بسبب المذابح التي اقترفتها العصابات الصهيونية والتي كان أشهرها مذبحة دير ياسين بالقرب من القدس ، التي قتل فيها أكثر من 200 شخص من نساء وأطفال وشيوخ القرية ، تلك المذابح التي أدخلت الخوف والرعب في صفوف المواطنين وأدت إلى هجرة واسعة من الأراضي الفلسطينية إلى المناطق الآمنة في الضفة الغربية وقطاع غزة ، والى الدول العربية المجاورة وخاصة الأردن وسوريا ولبنان ، حيث أقيمت مخيمات اللاجئين في وضع مأساوي ، وأصبحت القضية الفلسطينية بعدها تطرح في جميع المستويات السياسية والاجتماعية والإنسانية ، وتتداولها منظمة الأمم المتحدة في كل عام كقضية إنسانية للاجئين الفلسطينيين ، إلى أن تمكن أبناء الشعب الفلسطيني بعد 17 عاما من النكبة من أخذ زمام المبادرة والإعلان عن انطلاق الكفاح المسلح في الأول من شهر يناير عام 1965 ، بقيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح ” ، الشيء الذي أعاد القضية الفلسطينية إلى خارطة الصراع العسكري والسياسي ميدانياً بعد أن مكثت تلك السنين ضمن ملفات الأمم المتحدة كقضية إنسانية فقط ، يتلقى خلالها اللاجئون الفلسطينيون الإعانات والمساعدات من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين .
الرياضة الفلسطينية قبل عام 1948:
كان الفلسطينيون يعيشون قبل عام 1948، في فلسطين كأي شعب آخر مسالم في وطنه، ويعيش حياته الطبيعية والاجتماعية والرياضية والثقافية ، وكانت فلسطين تعد مهداً لأقدم الحضارات في العالم.
ومنذ مطلع القرن العشرين، بدأت الحركة الرياضية تزدهر في فلسطين،حيث كان الشباب الفلسطيني يزاول نشاطه الرياضي المتنوع، وفي الوقت ذاته كانت الأقليات في فلسطين من يهود وأرمن وغيرهم ،والتي شكلت(آنذاك) ما نسبته 7 بالمائة من الشعب الفلسطيني، تزاول نشاطها الرياضي دون تمييز سياسي أو ديني أو عرقي ، وشاركت فلسطين في البطولات والدورات العربية والإقيلمية والدولية .ومنذ عام 1928،تأسس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الذي شارك في تصفيات كأس العالم سنة 1934، وفي عام 1944 صدر قرار بتشكيل الاتحاد العربي الفلسطيني العام ،الذي كان يعتبر الهيئة الوحيدة التي تخطط نشاطات تشرف على الحركة الرياضية الفلسطينية.
وكانت النوادي الرياضية والاجتماعية تنتشر في مختلف مدن وقرى فلسطين، وكان الشباب الفلسطيني ،يمارس نشاطاته الرياضية والاجتماعية بكفاءة عالية،واستمر هذا الحال حتى عام 1948،وفي هذه الأثناء،أصبحت مدينة غزة مقراً للحركة الرياضية الفلسطينية،حيث أعيد تشكيل الاتحادات الرياضية وانضم عدد منها إلى الاتحادات الدولية ،وشارك في بطولات دولية وإقليمية في اكثر من لعبة حتى عام 1968 .
وتشير المصادر التي أرخت للحركة الرياضية في فلسطين، أن النشاطات الرياضية بكافة أنواعها كانت تمارس في فلسطين بكثرة عبر الأندية الرياضية التي أسست في المدن والقرى الفلسطينية، ومن أبرز هذه الأندية في مدينة حيفا نادي الكرمل وأنصار الفضيلة ونادي التهذيب ، ونادي المواساة الكاثوليك، ونادي الأخوان المسلمين،و نادي الهويتشمن للأرمن ،و نادي جمعية عمال العرب ،و نادي شباب العرب ،وكان يمثل هذا النادي فريق مدرسة السالزيان في حيفا عام 1927 ، والذي انضم أعضاؤه إلى نادي شباب العرب عام 1933.
أما النوادي الرياضية في مدينة يافا،فكانت تتمثل في، النادي الرياضي الأرثوذكس ، ونادي الموظفين ، ونادي الأنطوني ، ونادي إسلاميي الرملة
و في مدينة غزة،تمثلت النوادي الفلسطينية في ،نادي غزة الرياضي ،ونادي الشباب الاجتماعي ، ونادي بئر السبع.
كما تأسست النوادي الرياضية والاجتماعية في مدن فلسطينية أخرى مثل، نادي السامرة الرياضي،و النادي الرياضي بطولكرم ، والنادي الأدبي في نابلس .
وفي الجليل تأسس نادي عكا الرياضي ، وفي القدس كان النادي الأهلي العربي، والنادي الأرثوذكس ، ونادي الدجان ، ونادي الهومنتمي ، والنادي القروي.
ومما تجدر الإشارة إليه في هذا المقام، هو أن جميع الفرق الرياضية العاملة في ذلك الوقت في رياضة كرة القدم،و التي قدر عددها بـ”50″ فريقا،كانت من الدرجة الأولي ،والدرجة الثانية موزعة بين مختلف مناطق فلسطين.(يتبع)
الوسوم:الرياضة, الصراع, العربي
" دكتور زاهر زكار "
عدد المواضيع: 48 , الملف الشخصي: دكتور زاهر زكاركاتب وباحث أكاديمي ، مدير مركز الاشعاع الفكري للدراسات والبحوث.
التعليقات مغلقة